إجلاء 7 آلاف مدني من أحياء الموصل

أكد عضو جمعية الهلال الأحمر العراقي إياد رافد، اجلاء 7 آلاف مدني من أحياء الموصل الشرقية والجنوبية، إلى مخيم الجدعة في ناحية القيارة الذي تشرف عليه الحكومة الاتحادية، خلال الـ 48 ساعة الماضية، وسط تواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش"

وأوضح إياد رافد في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"، أن هذا العدد، يعدّ أكبر رقم نزوح سجل في هذا الوقت منذ انطلاق عملية تحرير الموصل في السابع عشر من أكتوبر/تشرين أول الماضي، ويعكس مدى سوء الأوضاع الانسانية في المناطق المحررة، إلى جانب شدة المعارك في بعض الأحياء، مشيرًا إلى أن "نازحاً "لم يذكر اسمه" من المكوّن الإيزيدي من أهالي بعشيقة يبلغ من العمر 30 عاماً، أقدم على قتل أمه وشقيقته بسلاح كلاشنكوف رشاش، ثم انتحر بنفس السلاح في بلدة شيخان شمال الموصل"، ومبيّنًا أن النازحين يصارعون في مخيمات النزوح للبقاء، إضافة إلى معاناتهم بسبب نقص الغذاء والماء الملوث، والبرد الذي يفتك بهم، مع شحّ المساعدات الغذائية والإنسانية المقدّمة لهم .

وكشف رافد عن "عدم وجود أي اهتمام حكومي للنازحين ، معتمدين على الناشطين والمتبرعين والمنظمات الإنسانية المدنية" ،لافتا إلى "تأقلمهم مع صعوبة وقسوة العيش في المخيمات، فلا وسائل تدفئة، ولا فرش أو أغطية كافية، أو حتى ملابس تقييهم برد الشتاء، ما سبب وفاة عدد من الأطفال وكبار السن والمرضى، ويصارع النازحون لأجل البقاء على قيد الحياة، فكل شيء حولهم يفتك بهم بدءًا من الجوع، والبرد، ثم الأمراض التي بدأت تنتشر بينهم، خصوصًا بين الأطفال".

وأعلن رافد : "نحاول نحن كناشطين ومتبرعين تقديم ما نستطيع من مساعدات غذائية وإنسانية، في وقت تقف الحكومة العراقية والأمم المتحدة موقف المتفرج على ما يجري من مأساة إنسانية غير مسبوقة"، مؤكّدًا اقدام بعض النازحين على الانتحار في أوقات سابقة، بينهم نساء ورجال بسبب ضيق الحال، بسبب عدم قدرتهم على توفير لقمة العيش لأطفالهم، وافتقارهم للمال اللازم لشراء ما يحتاجونه لأسرهم، ويسجّل ناشطون وحقوقيون حالات انتحار عدة في مختلف المخيمات في بغداد، وأبو غريب، وصلاح الدين، والأنبار، والموصل، ومخيمات أخرى بسبب ظروف العيش القاسية، راح ضحيتها رجال ونساء وشباب في مقتبل العمر.

وأشار رافد إلى أن "النازح يبدأ يومه بالوقوف في طوابير ساعات طويلة للحصول على بعض من مياه الشرب وبعض الطعام، وأغلبهم لا يحصلون على شيء، فالطعام لا يكفي.، اضافة إلى عدم وجود حمامات صحية، وتحولت المخيمات إلى ما يشبه السجون، فلا يسمح لنا بالخروج منها. والمعارك تطول، والمخيمات تكتظ بالنازحين الذين يتدفقون من مختلف مناطق الموصل".

ووجه حقوقيون ومراقبون انتقادات لاذعة للحكومة العراقية لإهمالها النازحين، وعدم تقديمها المساعدات اللازمة لهم، معتبرين أنها تتعامل مع النازحين بطائفية، وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قبيل انطلاق معركة الموصل استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح فقط، الأمر الذي دفع المراقبين إلى دق ناقوس الخطر إذا تجاوزت أعداد النازحين هذا الرقم، وذكرت وزارة الهجرة في تقرير سابق أن عدد نازحي الموصل بلغ أكثر من 85 ألفاً، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية، وموجات النزوح من المدينة نحو الأراضي التي تسيطر عليها القوات العراقية التي أنشئت فيها مخيمات لاستقبالهم.