إحسان الشمري

أكد رئيس مركز التفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري ، أن عملية إجراء استفتاء الإقليم، لا تتوافق مع الدستور العراقي الذي ينص على وحدة العراق، مشيرا إلى أن الأكراد كانت أمامهم فرصة لتقرير مصيرهم عام 2003 عقب الغزو الأميركي للعراق، لكنهم بقوا وساهموا بصورة  كبيرة في النظام السياسي ومؤسسات الدولة.

وأضاف في تصريح إلى "العرب اليوم" "إنها ببساطة وسيلة ضغط على الحكومة في بغداد والدليل أنهم لا زالوا ينافسون للحصول على منصب رئيس العراق ومناصب أخرى على الخريطة السياسية". وبين أن "المشاكل الداخلیة والإقلیمیة، لا تعطي الشرعیة القانونیة لاستفتاء كردستان"، مؤكدا على أن "الاستفتاء ورقة ضغط، لغلق بعض الملفات وحل المشاكل العالقة، ولیس بوابة للانفصال".

ويوضح "قد يلوح بهذا السيف أمام بغداد لكن شعبه ملتزم فعليا بفكرة الاستقلال وقد مر بفترات الإحباط في أوقات سابقة عند تقدمهم نحو تحقيق ذلك". ويتابع "لا أعتقد أنه (بارزاني) يستطيع أن يجامل شعبه هكذا، من دون أن يعود عليه ذلك بنتائج عكسية إذا لم يحقق ما يطمح هؤلاء إلى أن يحققه لهم". وأشار الشمري إلى أن "جولة البارزاني الأخیرة، أثبتت فشلھا في حشد الجھود والإمكانات، نحو إجراء الاستفتاء"، مبینا أن "الأكراد يدركون جیدا، أن المنطقة غیر مستعدة لقبول دولة كردية جديدة".

ولفت الشمري إلى أن "الأكراد في حال اقدموا على الانفصال بعد إجراء الاستفتاء، فلن يكون لھم وجود في المناصب الاتحادية"، مستبعدا "انفصال الأكراد عن العراق تماما". وأعتبر أن مضي الأكراد نحو الاستفتاء يمثل إعادة رسم للخارطة، ليس فقط خارطة العراق وإنما الشرق الأوسط، لأن القضية الكردية على لا تخص أكراد العراق وحدهم، وإنما أيضا إيران وسوريا وتركيا، مما سيولد مزيدا من الاحتكاك حيث ستصبح هذه الدول مهددة أمنيا.

ويرى الشمري أن الحكومات العراقية السابقة تتحمل ما وصل إليه الحال من علاقة بين أربيل وبغداد، التي شهدت أزمات متوالية حتى وصل الأمر إلى ما يشبه الصدام المسلح، مؤكداً أن الحكومة العراقية الحالية برئاسة حيدر العبادي لا تمضي باتجاه المزيد من الخلافات مع أربيل، بل أن العبادي يحظى بثقة البارزاني. وبشأن المواقف الدولية ، قال الشمري إن "الضمانات الدولية التي طالب بها مسعود بارزاني أبو الغيط، لا يمكن أن تتحقق باعتبار أن الاستفتاء في الأساس هو إجراء غير قانوني وغير دستوري".

وتابع أن لديه معلومات بأن إيران منزعجة جدا من خطوة الاستفتاء، مضيفا أن تركيا أيضا لن تسمح لمثل هذه الخطوة أن تهدد أمنها القومي. وأضاف الشمري، أن "إجراء الاستفتاء يعتبر طوق نجاة لبعض السياسيين الأكراد، وبالتالي إن الاصرار على إجرائه يؤكد ذلك"، موضحاً أن "موقف الحكومة المركزية كان واضحاً بشأن الاستفتاء". وبيَّن الشمري أن الوضع معقد، وبغداد تريد عودة الكرد لطاولة الحوار لحل المشاكل العالقة، ولن تضع في حساباتها الصدام المسلح.