الجزائر - الجزائر اليوم
يعتقد الخبير الأمني الجزائري أكرم خريف، أن استنجاد رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج بالجزائر، في مواجهة قوات حفتر، اعتبارها من قبل السراج، "شاهدَ عدل اعترف بشرعية ومصداقية حكومته منذ البداية"، ويؤكد خريف الذي يدير الموقع الإخباري المتخصص في شؤون التسليح “مينا ديفونس”، أن السراج يبحث عن حليف مازالت له القدرة على التحدث مع الخصم وشركائه مثل الإمارات، السعودية وروسيا.
الجزائر أمام صراع دولي في ليبيا
ورأى الخبير أن الجزائر تجاهلت كل الصراعات في المناطق المجاورة لها سواء في منطقة الساحل، أو في ليبيا منذ مرض القائد الأعلى للقوات المسلحة سابقا عبد العزيز بوتفليقة، وكانت مهمة الدفاع من خلال قيادة الأركان لا تحوز على صلاحية إعلان الحروب وتقرير استراتيجيات مصيرية للبلاد.
وأضاف، أعتقد أن القيادة السياسية اختبأت تحت ذريعة عدم تدخل الجيش خارج الحدود وهي مغالطة، اليوم مع الرئيس تبون بإمكان الجزائر أن تغير استراتيجيتها وأن تكون أكثر نفوذا في ليبيا.
وعن دعوة فايز السراج الصريحة للجزائر بتفعيل الاتفاقية الأمنية، ولماذا يرى الجزائر بعيدة عن الملف الليبي وكأن الأمر لا يعنيها، قال خريف، "السراج يعتبر الجزائر شاهدَ عدل اعترف بشرعية ومصداقية حكومته منذ البداية، وغالب الظن أنه يبحث عن حليف مازال له القدرة على التحدث مع الخصم وشركائه مثل الإمارات، السعودية وروسيا".
وأضاف "عدم تدخل الجزائر الذي اعتبره اختفاءً وراء مغالطة عدم الخوض في حروب خارج الديار ومحاولة ربح الوقت لتغطية غياب الرئيس الوحيد الذي يمكنه اتخاذ قرارات تلزم الجيش والدبلوماسية في التدخل".
وعن غياب واشنطن عن الصراع في ليبيا رغم الحضور الدولي الكبير في المشهد الليبي، كمصر والإمارات وتركيا وروسيا، أكد الخبير الأمني، "بالعكس واشنطن طرف في الصراع، وتؤيد حفتر كونه مواطنا أمريكيا، لكن مثلما يحدث في منطقة الساحل، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن أي تدخل عسكري لها لا يمكن أن يكون إلا تحت ذريعة الفقرة السابعة لميثاق الأمم المتحدة، لكن موضوعيا هي حليف لحفتر".
ورأى الخبير الأمني الجزائري أن فشل حفتر في دخول العاصمة طرابلس رغد تعهداته لأكثر من مرة بذلك ورغم الدعم الأجنبي الذي يلقاه، أن "لحفتر حظوظ أكبر هذه المرة في الدخول إلى طرابلس بعد تدمير غالبية الطائرات بدون طيار التركية التي استعملتها قوى جيش حكومة الوفاق، وتطويق العاصمة طرابلس بإحكام، المشكل يكمن في إمكانية تدخل الجيش التركي لفك الطوق وهذا قد يؤدي إلى تدخل وجيه لمصر".
وكشف خريف حقيقة وجود مرتزقة روس يقاتلون إلى جانب حفتر، قائلًا "بالنسبة للمرتزقة الروس فتواجدهم في ليبيا له أكثر من خمس سنوات، ولكن بصفة محتشمة. في الأشهر الماضية لاحظنا إقحام شركة “فاغنر” للميلياردير المقرب لبوتن، ييفقيني بيريغوزن في العالم الافتراضي ومعركة الدعاية حيث تكلفة الشركة بإعادة تأهيل ستيديوهات قناة الجماهيرية الذي نقل للقاهرة وتمويل العديد من صفحات تمجيد لحفتر وحتى سيف الإسلام".
قد يهمك ايضا :
وفاة رئيس أركان الجيش الجزائري قايد صالح بسكتة قلبية
بن خلاف يؤكد أن دعوة تبون للحوار ينقصها إجراءات تهدئة للشارع الجزائري