جمال ولد عباس

كشف القياديّ في الحزب الحاكم، وعضو مجلس النواب الجزائري، بوعلام جعفر، أن الوافد الجديد على الأمانة العامة للحزب الحاكم، جمال ولد عباس، فشل في تنفيذ المهمة التي كلفه بها رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، والمتمثلة في لمّ شمل قيادات الحزب، موجّهًا انتقادات لاذعة، للخطاب الذي ألقاه ولد عباس، السبت الماضي، في ختام اجتماع المكتب السياسي الموسّع، واصفًا إياه بالخطاب الاستفزازيّ، وجاء مناقضًا للاتفاق الذي جرى بين ولد عباس وخصوم الأمين العام السابق للافلان عمار سعداني. 

وتوقع جعفر، في حديث إلى "العرب اليوم"، إمكانية "بقاء دار لقمان على حاله، واستمرار الصراع القائم بين قيادة الحزب الحاكم والجناح المطالب برحيلها، وأبرزهم هيئة الأركان الموحّدة، التي يقودها الوزير السابق عبد الرحمن بلعياط، ولجنة تصويب مسار الحزب الحاكم، التي يقودها العياشي دعدوعة".
 
وذكر القيادي في الحزب الحاكم، أن المفاوضات التي دارت بينهم وبين ولد عباس، باءت كلّها بالفشل، بدليل طريقة حديثه عن الأمين العام السابق للافلان، عبد العزيز بلخادم، الذي كان يعتبر من أبرز المطالبين برحيل سعداني، وبخاصة عندما قال إن النقاش مع بلخادم قد أغلق نهائيا. 

ووجه بوعلام جعفر رسالة إلى ولد عباس، قال فيها "عليك أن تدرك جيّدًا أن الحديث عن عبد العزيز بلخادم خط أحمر، لا ينبغي تجاوزه، فهو من نصح النواب والقيادات السابقة التي أقصاها سعداني، بتلبية دعوة ولد عباس، والمشاركة في الاجتماع الذي انعقد بداية الأسبوع الجاري، وأبلغنا  بضرورة مساعدتك في تنفيذ المهمة التي كلّفك بها رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة، والقاضية بلمّ شمل الأخوة الفرقاء داخل الحزب الحاكم". 

وعن المؤشرات الأخرى، التي أثارت غضب خصوم الأمين العام السابق للحزب الحاكم، قال جعفر إن ولد عباس، رفض إعادة النظر في الهياكل التي استحدثها سعداني في وقت سابق، وقال إنها شرعية، كما رفض التجاوب مع مطلب إنشاء قيادة مشتركة للحزب، ورحيل المكتب السياسي الحالي، أي الذهاب الى مرحلة انتقالية تجمع كل الفرقاء السياسيّين داخل الحزب حول هدف واحد، وهو النجاح في الانتخابات التشريعية المقبلة، وتمكينه من البقاء قوة سياسية أولى في الجزائر، والحفاظ على الصدارة.

وفي سياق آخر، نفى القياديّ وجود أي انشقاق بين خصوم الأمين العام السابق للحزب عمار سعداني، وقال بخصوص الرسالة التي بعث بها وزير النقل الجزائري السابق والقيادي في الحزب عمار تو، جمال ولد عباس إن وزراء الحزب السابقين بادروا بالترحيب بدعوته للحوار، مشيرًا الى أن وزراء الحزب الحاكم اقترحوا على جمال ولد عباس، عقد مؤتمر استثنائي، قبيل كانون الأول/ ديسمبر المقبل، أو إعادة دمج أعضاء اللجنة المركزية، الذين تمّ اقصاؤهم خلال المؤتمر العاشر.

وعن فحوى الاتفاق الذي دار بينه وبين الوفد المرافق له، والأمين العام للافلان جمال ولد عباس، قال جعفر إنه صبّ في معظمه، حول المشاكل الداخليّة للحزب، وتمّ الاتفاق مبدئيًا مع بعض القيادات الحزبيّة الغاضبة للعودة إلى أحضان الحزب العتيد.