غزة – محمد حبيب
نفى زياد الظاظا نائب رئيس الحكومة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، أن تكون حكومته تمر بأزمة مالية خانقة نتيجة تأثر العلاقة بين حماس وإيران. وأوضح الظاظا في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم" أن الأنباء التي تتحدث عن توقف الدعم الإيراني عن حماس عارية عن الصحة مشدداً على أن العلاقة مع إيران ومصر والسعودية وقطر وكافة الأصدقاء في أوروبا وأمريكا وأسيا "لم تتغير"، على حد قوله.وقال: "نحن لا نقطع علاقة مع أحد ولا نوصل علاقة مع أحد إلا على أساس القضية الفلسطينية". وأضاف: "ان العلاقة مع الدول الصديقة مبنية على أساس واحد أن القضية الفلسطينية هي قضية محورية جاذبة"، داعياً الجميع لتقديم المساعدة والدعم لحكومته من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.وتابع "نحن نتعامل مع كافة دول وشعوب العالم على أساس مصلحة شعبنا وقضيتنا الفلسطينية". وفي الشأن الداخلي قال الظاظا إن حكومته تدعم بقوة باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني, متهماً في ذات الوقت حركة فتح بأنها ما زالت تستقوي بالخارج وتفاوض الكيان الصهيوني على حساب الوفاق والمصالحة. وتابع الظاظا: نحن جاهزون للمصالحة الوطنية فوراً، والتعامل بإيجابية مع كافة القضايا من موقع المسؤولية والجدية والقوة وليس من موقف ما يظنه البعض أن الحكومة والفصائل في قطاع غزة تعيش مأزق داعياً كافة الفصائل الفلسطينية إلى المشاركة في إدارة الشأن الفلسطيني الداخلي في غزة . وأكد الظاظا على دعوة رئيس حكومته اسماعيل هنية للفصائل الوطنية والإسلامية إلى تشكيل لجنة عليا لرعاية الحوار الوطني الشامل بمشاركة حماس. وأكد الظاظا أنه لا بديل عن الرعاية المصرية، داعيا إلى “وقفة وطنية فلسطينية لمراجعة المسارات ثم الاتفاق على إستراتيجية وطنية جامعة تفتح كل الخيارات”.وأضاف: “تكون هذه الخيارات لحماية الحقوق والثوابت وتفتح المجال للمقاومة في غزة والضفة واستعادة الملفات الوطنية لوضعها الطبيعي”. وفي سياق الحديث عن العلاقة مع مصر أوضح الظاظا أن الحكومة تتفهم الأوضاع الأمنية في مصر ولكن لا تتفهم الإجراءات التي تتم على معبر رفح ومحاولة مشاركة الاحتلال في تشديد الحصار. وطالب الظاظا بضرورة فتح معبر رفح البري على مدار الساعة أمام الأفراد والسلع وذلك في ظل إغلاق أنفاق التهريب، قائلاً: "عندما يفتح معبر رفح أمام الأفراد والبضائع يقوم الشعب الفلسطيني الذي تعامل مع تلك الأنفاق الأرضية نتيجة الحصار الشديد من الاحتلال الصهيوني لأن يغلقها. وأكد أن حكومته تواصل اتصالاتها مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية من أجل حل أزمة معبر رفح المتفاقمة والتي ينتج معاناة كبيرة لآلاف المواطنين في قطاع غزة المضطرين للسفر لأسباب متعددة . وأقر الظاظا بأن حماس تمر بضائقة مالية جراء الإجراءات الأخيرة التي فرضت على قطاع غزة واعدا ببذل كل الجهود لمعالجة الضائقة المالية وصرف رواتب الموظفين كاملة في الأشهر القادمة'. وأشار الى الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة لمعالجة الضائقة المالية حتى تتمكن من الايفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين وصرف رواتبهم كاملةً وبإنتظام. وجدد نائب رئيس الوزراء تأكيده بأن حركة حماس "لا تزال في قوتها بتوحد صفها، والتفاف الشعب حولها"، مشددًا على أنها مازالت على العهد بتمسكها بالمقاومة كخيار استراتيجي. وعن الوضع الوطني العام وكيفية مواجهة الاحتلال، أضاف الظاظا “المفاوضات تحمل مخاطر للقضية واستنزافا لكل شيء مع استمرار الجرائم والاستيطان والتهويد”، مشيرا إلى أن السلطة مقتنعة بأنهم يسيرون في طريق مسدود وأكبر دليل استقالة طاقم المفاوضات، لأنه مسار استنزافي لم يغير شيئا على الأرض وهو غطاء لما يقوم به العدو مطالباً كافة الفصائل بالاتفاق مواقف عملية مشتركة لحماية الثوابت الفلسطينية، قائلا “وضعنا الفلسطيني وصل لحالة لا يمكن السكوت عليها ويجب أن يكون هناك موقفاً موحداً تجاه ذلك”