مجلس جامعة الدول العربية

اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أن "الموقف الفلسطيني من (صفقة القرن) هو العامل الحاسم في تشكيل الموقف العربي" بشأنها، وأكد أثناء استقباله أمين سر «اللجنة المركزية لحركة فتح»، جبريل الرجوب، أن «الإعلان عن صفقة حقيقية تتسم بالجدية والتوازن لا يمكن أن يتحقق سوى بالتفاوض بين الطرفين المعنيين -أي الإسرائيليين والفلسطينيين- وبوساطة نزيهة، وبالتالي فإن محاولة فرض أي حلول بهذه الطريقة لن يُكتب لها النجاح».

وشدد الرجوب على أن «الشعب الفلسطيني لن يقبل أي طرح لا يعطيه حقوقه المشروعة التي تضمنتها (المبادرة العربية للسلام) والشرعية الدولية وفي مقدمتها حقه في إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 وعاصمتها القدس، وحل مشكلة اللاجئين وفقا للقرار 194».

وقال الرجوب، في تصريحات عقب لقائه أبو الغيط، إن «اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد السبت المقبل، سيعرض فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الموقف الوطني متضمناً إجماع كل الفلسطينيين على رفض أي حل يتعارض مع حقوق شعبنا»، ومضيفاً أنه «لن تكون هناك راية بيضاء فلسطينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولليمين الإسرائيلي».

وأشار الرجوب إلى أن «التسريبات أو الخطوات العملية التي قام بها ترمب خلال الفترة الماضية تأتي استجابة لأطماع اليمين الإسرائيلي الفاشي، الذي لا يقر حتى بوجود الفلسطينيين»، منوهاً بأن «موقفنا في القيادة الفلسطينية والقوى السياسية واضح وصريح، وهي أن (مبادرة السلام العربية) المستندة للشرعية الدولية هي خيارنا الاستراتيجي، ولا نقبل بكل ما يتعارض مع ذلك، ونحن باقون ولا مكان لنا إلا في فلسطين».

وبشأن ما أثير من أن «بعض الدول العربية وافقت على بعض بنود صفقة القرن»، قال الرجوب: «هذا غير صحيح، ونحن نثق في العرب، والقضية الفلسطينية قضية حيوية ومركزية لكل العرب، والمسلمين، ولا أعتقد أن هناك عربياً واحداً يوافق على تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما سمعناه من كل العرب». كما أعرب الرجوب عن تطلعه إلى «موقف عربي موحد يرفض كل الإجراءات الأحادية الجانب التي يحاول أن يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بناء على أي مبادرة يطرحها ترامب في محاولة لإنقاذ نفسه من العزل وإنقاذ نتنياهو من المحاكمة».

وتطرق إلى ملف «المصالحة الفلسطينية»، مشيراً إلى أنه «بالتأكيد ستكون هناك مراجعة لإنجاز المصالحة، ونحن نعتقد بأن ما طرحه الرئيس عباس في الجمعية العمومية في موضوع الانتخابات، ممكن أن يشكل أساسا باتجاه إنهاء الانقسام، وتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني، والتأسيس لشراكة وطنية فلسطينية بالإضافة إلى إعادة صياغة الحالة الفلسطينية وتقديم شريك فلسطيني للمجتمع الدولي في إقامة الدولة وإنهاء الصراع». وقال «إننا في (حركة فتح) نتمنى أن تكون هناك مبادرة من المكونات التي لها علاقة بالانقسام لإنهائه والتوجه لانتخابات ديمقراطية حرة وبناء شراكة وطنية».