المعارض فضل الله برمة

حذَّر نائب رئيس "حزب الامة القومي" السوداني المعارض فضل الله برمة، من ان المرحلة الحالية من تاريخ السودان السياسي تعد الاسواء على الاطلاق منذ اعلان الاستقلال في العام 1956،  منوهًا إلى أن "السودان يعاني حالياً من أوضاع سياسية مضطربة وظروف اقتصادية تكاد تصل مرحلة الانهيار، بالإضافة إلى أوضاع أمنيه معقدة خاصة في اقليم دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان".

وقال برمه في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"  ان الحرب قضت علي الاخضر واليابس وتسببت في أوضاع إنسانية حرجة في اشارة الي ان هناك  مواطنين ما زالوا يعيشون في المخيمات ويقاسون ظروفاً قاسية يفتقدون للامن والمأوى. وتنبأ بتفكيك السودان الي خمس دويلات  بعد انفصال الجنوب، متهما دول غربية لم يسمها بأن لديها مبرراتها واطماعها التي تروج لها بمختلف الاشكال، الى جانب  قوى في الداخل تساهم في الامر بعدة اشكال، مًشيراً الى أنها غير مدركة لأبعاد الوعي الامني لهذا المخطط . وقال برمة إنها تعمل فقط على تحقيق مصالحها الذاتية. وأضاف" يجب أن لا نغفل هنا ايضا  أن بعض دول الجوار لديها اطماع ومصالح في تفكك وتشظي السودان".

وتابع رئيس "حزب الامة" يقول: ان "البلاد في مفترق طرق وقابلة  للسقوط  نحو درك سحيق ان لم يستجب كافة ابنائها في الحكومة و المعارضة لندائها، داعيا كافة اطياف المجتمع  إلى جمع الكلمة ووحدة الصف. وأكد أنها غير عصية او بعيدة المنال في حال توفر الارادة، وأضاف: أن" السودان قابل للخروج من مازقه اذا استشعر الجميع حكاما ومحكومين بان البلاد في حوجة لجهود كافة ابنائها للاخذ بيدها واخراجها الي بر السلام والامان".وتأسف برمة على تشظي الحكومة والمعارضة وعدم اتفاقهما في الكثير من القضايا ما اعتبره مرضا اصاب السودان، وأرجع  برمة التشظي  الى التطلعات غير المشروعة وتقديم المصالح الذاتية علي الوطنية ووضع الحزب فوق مكانة الوطن والسعي الدؤوب للحفاظ على المصالح المكتسبه وان ضاعت مصلحة الوطن.

وقال برمة ان " جبهة الانقاذ مازالت على سدة الحكم في وقت تنادي المعارضة باسقاطها ورحيلها، وأكد أن الحكومة الحالية ستسقط وإن طال بها الزمن، و تساءل عن  ماهية الاوضاع التي وصل اليها السودان طوال حكم الانقاذ وماذا انجزت الحكومة خاصة وان البلاد محاصرة اقتصاديا وانتشرت فيها جرائم المخدرات وتجارة البشر ، ونوه إلى ان "الفساد اصبح يمشي على قدمين في شوارع الخرطوم وقد بح صوت المراجع العامة  وضجت تقاريره السنوية بعمليات الفساد والتجاوزات".

وتساءل أيضًا : "ماذا انجزت جبهة الانقاذ والخرطوم يكاد يقتلها العطش ويشقها نيلان وسيول الخريف كل عام تحصد الارواح والمواطن لا يجد العلاج والصحة؟ وتساءل " ما الفائدة اذن .. يجب ان تكون هناك جردة حساب لكل ما قامت به الحكومة وهذا غير ما ارتكبته بانفصال الجنوب" .

وشدد برمة على ادراك الديمقراطية والحرية، وقال "دعنا ندرس التاريخ جيدا منذ ثورة اكتوبر وابريل فإن الذي قاد تلك الانتفاضات هو الشعب السوداني المعارض، ولذلك فإن الذي يسقط الحكومات هو الشعب الذي وصفه بانه صاحب المصلحة والسلطه الحقيقية في الثورة اكثر من غيره، مشيرًا الى أن المعارضة لازالت تعول على الشارع في الانتفاضة الشعبية، ومهما طال نظام الانقاذ كما قلت فانه سيسقط لامحالة وارادة الشعب فوق ارادة الحكام.