رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم

أكد رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم ان حركته قدمت تنازلات كثيرة للوصول الى السلام، ابتداءً من وقف العدائيات مؤكدا انه جاؤوا الى جولة المفاوضات بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا للتفاوض بقلب مفتوح، واوضح ان حركته قدّمت تنازلات منفردة فضلا عن تجديدها لوقف العدائيات لفترة طويلة، واضاف: "هذا يؤكد رغبتنا الكاملة واستعدادنا التام لعملية وقف العدائيات".

وأضاف جبريل في مقابلة خاصة لـ"العرب اليوم" (نحن أوقفنا اطلاق النار، وهذا أكبر تنازل يمكن أن نقدمه للناس رغم أن النظام ليس مستعدا للتفاوض في القضايا الرئيسية التي أدت إلى الحرب، ولكننا قبلنا أن نجلس إلى النظام ونتفاكر في وقف الحرب وننطلق نحو التفاوض في القضايا الأساسية بصورة جادة"

واعرب جبريل عن خشيته من استمرار الوضع الحالي المتردي في البلاد، وقال ان ذلك لن يساعد في الوصول إلى السلام،  وربما يقود الى تفتت السودان، وأن تسوء أوضاع المواطن، وأن تستمر معاناة المواطنين والنازحين وأن يستمر الوضع في عدم استقراره. ومضى جبريل قائلا: في فصل الخريف يعيش الناس فترة الهدوء، ولكن في فصل الجفاف، الأمور تتبدل و من الأفضل أن نصل إلى شكل من أشكال الاتفاق يجعل الهدوء مستمرًا بنهاية شهر الخريف.

وفي ما يتعلق بوحدة الاسلاميين في السودان قال جبريل إن (الإسلاميون جميعاً الآن في حالة مراجعات لمواقفهم، ونحن إيماننا بالإسلام لن يتغير ولن نتخذ من غيره بديلاً، نحن مسلمون، نؤمن تماماً ونعتقد اعتقاداً كاملاً أن الإسلام يصلح لكل زمان، ليس لدينا شك في ذلك البتة، ويصلح للحكم أيضاً، ولكن، الناس يحتاجون في حقيقة الأمر  لمراجعة كيف يريدون حكم الإسلام، هل التجربة التي عشناها في السودان هي تجربة إسلامية، هذا سؤال كبير يحتاج إلى إجابة،وبين جبريل ان التجربة الاسلامية في السودان انحرفت تماماً عن مسارها الذي خطط لها وتابع قائلا من الصعب جداً أن تنسب ما يجري الآن في السودان إلى الإسلام، فلا علاقة له بتعاليم الإسلام ولا بأصول الإسلام الحقيقة التي أنزلها الله من فوق سبع سموات.

وفيما يتعلق برؤية الحركة اجاب جبريل بقوله ،منذ العام 2001 ، لدينا رؤية، ودستور ، أدبيات الحركة موجودة لمن يرغب في الاطلاع عليها، ولكننا نعتقد أنه ما لم تتوفر حريات حقيقية وما لم يحدث تحول ديمقراطي حقيقي وما لم يعَد ترتيب البلاد بشكل يشعر فيه المواطن بأنه متساوٍ مع المواطن الآخر وأنه ينتمي إلى هذه البلاد بنفس المستوى ولديه مسؤوليات على عاتقه بنفس المستوى فإن الأمر لا يستوي، ونحن لم نصل إلى الآن إلى النظر بجدية في القضية المقبلة، مجرد محاولة لاستيعاب آخرين للنظام القائم، لأن النظام القائم لا يصلح حتى أن يُستوعب فيه الآخرون.

وفيما يختص بتواصل الحركة مع المعارضة الداخلية في الخرطوم قال جبريل ، نحن على اتصال بكل القوى السياسية السودانية، بما في ذلك قوى المستقبل للتغيير بقيادة دكتور غازي صلاح الدين نستمع إليهم ويستمعون إلينا ونتبادل الآراء ونتواصل مع كل القوى السياسية الأخرى بنفس القدر.