الخبير في الشؤون العسكرية العراقية اللواء عبد الكريم خلف

كشف خبير بالشؤون العسكرية عن قرب تحرير المجمع الحكومي وسط الرمادي بالكامل من قبضة داعش، معلنا عن تحرير الرمادي قبل نهاية 2015، وأن التنظيم الإرهابي لم تعد لديه القدرة على المناورة و الاستمرار في القتال، مطالبا بالحذر خلال تقدم القوات تحسبا لتفخيخ التنظيم للشوارع والمنازل.

وأضاف الخبير في الشؤون العسكرية العراقية اللواء عبد الكريم خلف، في حديث لـ"العرب اليوم"، أنّ معركة تحرير مدينة الرمادي من أيدي تنظيم داعش أصبحت شبه محسومة، مشيرًا إلى أن الواقع على الأرض يُؤكد أنّ القوات المسلحة العراقية أكملت الجزء الأكثر أهمية في المنطقة، ولم يَتبق سُوى قلب المدينة فقط، ومن المفترض أنْ تُسيطر الحكومة العراقية على مدينة الرمادي قبل بداية العام المُقبل، والفترة محكومة بمدى انتصار القوات العراقية في الاختبار الذي تم وضعهم فيه، الذي يعد أول مواجهة واختبار حقيقي على الأرض، لأنّ الانتصار فيه يُشكل مكسبا إستراتيجيا مهما.

وأوضح عبد الكريم أن القوات العراقية تبدأ عملية استعادة مدينة الرمادي عبر خطة عسكرية، وهناك تعاون مع طيران التحالف الدولي لقصف المناطق التي يتواجد بها التنظيم، والقوات العراقية دخلت بالفعل الأحياء السكنية في مركز مدينة الرمادي وتتقدم باتجاه المباني الحكومية، مشيرًا إلى أن داعش تستخدم المدنيين دروعا بشرية أمام القوات العراقية، لكن المعركة الدائرة سيتم حسمها خلال الساعات المقبلة لأن تنظيم داعش ليس لديه القدرة على المناورة أو الاستمرار في القتال.

وأكد خلف أن "القوات الأمنية شرعت بالتقدم إلى وسط مدينة الرمادي، لتخوض العملية العسكرية الخاصة بتطهير المجمع الحكومي وسط المدينة"، واسترسل أن "في الساعات القريبة سوف يتم تحرير المجمع الحكومي بالكامل، وأن القوات الأمنية مستمرة بتقدمها لتحرير جميع المناطق التي تسيطر عليها داعش "، ولفت إلى أن "سوء الأحوال الجوية قد يؤثر على سرعة إتمام عمليات التحرير"، مؤكدا أن "العمليات مستمرة والتقدم مستمر".

ويشير خلف إلى أن "القوات الأمنية المشتركة حققت تقدما كبيرا على مستوى المحاور الأربعة، واستطاعت قطع طرق الإمداد للتنظيمات المتطرفة، وغلق المنافذ الأربعة"، لافتا إلى أن "دعوات إخلاء المدينة ترجح أن تحرير الرمادي في مرحلته الأخيرة، وإعادة السيطرة على المجمع الحكومي يشكل خطوة رئيسية لتأكيد السيطرة التامة على مدينة الرمادي التي من المؤمل أن تتم خلال الأيام الثلاثة المقبلة".

ودعا خبير الشؤون العسكرية القوات الأمنية إلى أخذ الحذر عند السيطرة على المدنية، لقيام تنظيم داعش بـ"تفخيخ" الشوارع والطرق المنازل والهرب من خلال إنفاق قد تكون أيضا مفخخة وتحوي كمية كبيرة من المتفجرات، متوقعا أنه ما زال أمام قوات الأمن العراقية الكثير للقيام به، وهناك معارك صعبة ستخوضها، وهذا سيستغرق وقتا.

وأفاد اللواء المتقاعد أن "عناصر التنظيم يحاولون الهروب من الرمادي عبر الطوق الذي تفرضه القوات العراقية في محيط المدينة إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة، وذلك بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم في مناطق البكر والضباط والأرامل بالجزء الجنوبي من مركز الرمادي".