فرانسيس ريتشاردوني

أكدّ سفير الولايات المتحدة الأميركية الأسبق لدى مصر، ومدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، فرانسيس ريتشاردوني، أنه لا يتوقع وقوع صراع جديد في سورية خلال الأيام المقبلة، لأن الظروف الواقعية لا تحتمل أي أعداد جديدة من اللاجئين السوريين ووقوع المزيد من الضحايا.

وذكر ريتشاردوني في حديث خاص لـ"العرب اليوم"، أن الموقف في سورية صعب للغاية وأن سقوط المزيد من الضحايا وتشريد الآلاف من اللاجئين سوف يزيد من عقبات الأزمة، وأنه من الضروري إعادة المشردين من الشعب السوري إلى بلادهم مجددًا، ولا بد أن يعمل المجتمع الدولي على حماية المدنيين أولًا، ويذهب السوريون إلى إيجاد حل سريع للأزمة بالتعاون مع الدول المعنية، مشيرًا إلى أنه متفائل بإيجاد حل للأزمة بعد اجتماعات فيينا الأخيرة.

وردًا على إمكانية انعقاد اجتماع قريب بين مصر والدول المختلفة للتنسيق الأمني بشأن محاربة الإرهاب، توقع السفير الأميركي الأسبق انعقاد اجتماع قريب بين مصر والدول المعنية لمكافحة الإرهاب ووضع استراتيجية عاجلة تعمل على القضاء على الأزمة، مؤكدًا أنه من الضروري التنسيق الأمني بين الدول وبعضها البعض لمواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن التنسيق بين مصر والولايات المتحدة مهم للغاية في هذا التوقيت.

وبشأن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وأهمية زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن قريبًا، رأى السفير فرانسيس ريتشاردوني أن زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن الآن هامة للغاية، لافتًا إلى أن التنسيق المستمر بين البلدين يساهم في تعزيز العلاقات وأن الولايات المتحدة تتضامن مع مصر دائمًا للعمل على تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

وقال السفير الأميركي الأسبق بشأن ما يخص الأوضاع في العراق وعدم جر سوريا إلى نفس المصير، إن العراق تمر بظروف صعبة الآن فيما يخص تنفيذ ما تريد وعمل الجيش والشرطة ونأمل ألا تصل سوريا إلى هذا المصير ويزداد الإرهاب في المنطقة أكثر مما عليه.

وأوضح ريتشاردوني، ردًا على وجود ازدواجية في المعايير لدى السياسة الأميركية، أنه ليس هناك ازدواجية في المعايير الأميركية، وأنه في بعض الأحيان كان هناك تعامل حذر من الدبلوماسيين الأميركيين مع المنطقة حيث يجدون مشاكل مزدوجة إذا تدخلت أميركا في بعض القضايا ويحمّلوها المسؤولية إذا جاءت الأمور سلبية، وتتحمل المسؤولية إن لم تتدخل في قضايا بعينها.

وطالب الدبلوماسي السابق، أن يكون لدى أميركا استراتيجية للتعامل مع المنطقة وباقي أنحاء العالم، مشيرًا إلى أنه من الصعب اتخاذ موقف تجاه بلد وعدم تكراره مع آخر لأن كل بلد له ظروفه، موضحًا أن المنطقة أصبحت أكثر تعقيدًا والنظام تغيب في المنطقة، وأنه لا بد من استراتيجية جديدة فمصالح أميركا تأثرت بشكل كبير ولا يمكن أن يكون هناك قرارات منفردة مستقبلًا.
وشدد فرانسيس ريتشاردوني على أن العالم الآن في حاجة إلى مزيد من تضافر الجهود والتنسيق فيما بينهم لإنهاء ظاهرة الإرهاب التي تعطل المسار الاقتصادي والتنموي في كافة البلدان المختلفة.