الخبير الأمني واثق الهاشمي


استبعد الخبير الأمني واثق الهاشمي، حدوث مواجهة مفتوحة بين روسيا وتركيا ترتقي إلى مستوى الحرب، واصفًا الأمر بـ "الخطير" لأنه بين دولتين مهمتين إقليميًا على مستوى العالم كروسيا كما أنهما قريبتين من العراق.

وأوضح الهاشمي في تصريح لـ "العرب اليوم"، إن "التوتر بين تركيا وروسيا خطير لأنه بين دولة مهمة كبيرة إقليميًا كتركيا، ودولة مهمة على مستوى العالم كروسيا، وهما قريبتان من العراق والمصالح السياسية والاقتصادية كبيرة مع الدولتين، وهو توتر خطير ينعكس بشكل كبير"، مستبعدًا في ذات الوقت حدوث مواجهة مفتوحة بين الدولتين.

وأضاف الهاشمي إن "الحادث أعطى مؤشرات وأحدث متغيرات حاسمة، منها، إن الاستخبارات والأركان العامة الروسية لم تتحسبا لمثل هذا الموقف"، مضيفًا أن "القيادة وربما الاستخبارات التركية لم تتحسبا لردود الفعل الروسية والمتغيرات التي ستحدث بما لا يخدم الغاية التركية".

وتابع الخبير الأمني أن "العملية أدت إلى إصرار روسي، ودفع تعزيزات، والتوسع في نشر القوات الروسية، وأصبح مشروع المنطقة الآمنة التركية أكثر صعوبة، وحتى لو أقيمت فستترتب عليها مضاعفات"، مشيرًا إلى أن "العلاقات الودية بين تركيا وروسيا لن تعود لأعوام، والتبادل التجاري وعقود النفط والغاز بين البلدين ستتأثر".

وذكر الهاشمي أنه "وبحكم خلفية بوتين المخابراتية، فإن من المحتمل أن تواجه تركيا صعوبات سرية"، مبينًا أنه "من المستبعد أن تؤدي العملية إلى مضاعفات جدية بين روسيا وحلف الناتو، ولم تكن لغة الناتو قوية، لأن العالم ليس مع تصعيد جديد".

ولفت إلى أن "ما قيل عن توفر معلومات لدى موسكو عن أن باراك أوباما طلب من أردوغان استفزاز موسكو، لا أراه صحيحا، وكان مفترضا لو وردت مثل هذه المعلومات، أن يجري التحسب لأسوأ الاحتمالات"، مضيفًا "في المحصلة، ومع استبعاد حدوث مواجهة مفتوحة ترتقي الى مستوى الحرب، فإن احتمالات حدوث عمليات مجابهة محدودة بالطيران والصواريخ تبقى قائمة".

ونوه إلى أن "الموقف الخليجي حذر ومتحفظ، ووضعهم لا يتحمل صدمات"، مؤكدًا بأن "لا شيء خطيرا يستحق التوقف عنده في العراق من تلك الأزمة".

ويرى الهاشمي أن "الأزمة الحاصلة أخيرًا بين روسيا وتركيا، سيكون تأثيرها سلبيا، لكنها ستكون دافعا لدول العالم إلى العمل بجدية أكبر لمحاربة عصابة "داعش"".

واسترسل، أن "الحرب على "داعش" باتت اليوم أوسع وأخذ طابعا دوليا"، مؤكدًا بأن "العراق لم يعد اليوم وحيدا في هذه الحرب، وان المجتمع الدولي بات أكثر وعيا لخطر هذا التنظيم، وأتوقع أن يكون للعراق حلفاء أكثر في حربه مع المتطرفين في المرحلة المقبلة".

واستطرد الهاشمي بأن "العراق لن يتأثر بشكل كبير بسبب التراشق بين روسيا وتركيا كونه يقف في المنطقة الرمادية لهذا الحدث، لكن إذا ما تطور الامر باتجاه الحرب، وهو خيار مستبعد من الطرفين، سيكون ارتدادات في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية".

وختم الخبير الاستراتيجي أن "حادثة إسقاط الطائرة الروسية واحدة من مظاهر الحرب الباردة ما بين روسيا وحلفائها من جهة وأمريكا وتركيا وحلفائهم من جهة أخرى"، مبينًا أن "هذه الحادثة ستفتح الباب على حرب صامتة تشنها روسيا باستخدام بعض الأدوات السياسية والاقتصادية أو من خلال تشجيع الأقليات في الداخل التركي للمطالبة بحقوقهم وهذا يعرض الأمن القومي التركي لاهتزاز كبير".