مدريد – العرب اليوم
لأكثر من سبعة أسابيع من المنتظر أن يستمر غياب ميسي المصاب عن الملاعب وحتى منتصف الشهر القادم. بالنسبة لبرشلونة كانت الصدمة قوية لكن دون أن تنجم عنها نتائج كارثية ما دام نيمار يقوم بدوره على أكمل وجه.
حين أصيب النجم العالمي ليونيل ميسي بتمزق في أربطة الركبة اليسرى خلال مباراة برشلونة أمام لاس بالماس في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، لم يخف المدرب لويس أنريكه الوقع الكارثي للإصابة بالنسبة له وللفريق، مشددا بالقول: "لا يمكننا أن نظهر وكأن لاعبا مثل ميسي يمكن تعويضه".
بطبيعة الحال لا، فميسي لاعب من كوكب آخر، وهذا بديهي، وتكفي الإشارة فقط إلى أنه أحرز بمفرده 58 هدفا من مجموع 122 حملت توقيع مثلت الموت "نيمار وسواريز وميسي"، ما جعل مئات المحللين يتنبؤون بمرحلة عصيبة سيمر بها الفريق الكاتالوني.
الآن وبعد غياب ميسي لأكثر من أربعة أسابيع، من الجدير السؤال عما إذا كانت هذه الفترة قد أكدت نظرية المتشائمين أم لا؟ نظرة سريعة على الإحصائيات المقدمة من قبل الصحافة الإسبانية تؤكد بشكل قاطع أن برشلونة يفقد خطورته بغياب ميسي، فمعه يفوز الفريق الكاتالوني بسبعين بالمائة من مجموع المباريات التي يخوضها، ومن دونه تنزل النسبة إلى 62،2 بالمائة فقط، ما يعني أن فرص التهديف تتراجع عند كل مباراة من معدل 2،5 إلى 2،1.
وبالعودة إلى موسم 2012/2013، نجد أن البرسا فاز في تسع مباريات من أصل عشر غاب عنها ميسي، وكان ذلك في إياب نصف نهائي أبطال أوروبا أمام الفائز باللقب فيما بعد، فريق بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف دون رد.
وكانت النتيجة تحصيل حاصل، لأن برشلونة كان قد خسر ذهاب الدور ذاته حتى وبمشاركة ميسي برباعية بافارية نظيفة.
أيضا في الموسم الموالي حين غاب ميسي بداعي الإصابة، فاز الفريق في سبع مباريات من أصل تسع، بينما خسر أمام أتلتيكو بيلباو الخامس آنذاك على قائمة الليغا وأياكس أمستردام الهولندي في مسابقة الأبطال.
الموسم الماضي شهد أيضا غياب ميسي في ثلاث مباريات، لم تشكل في واقع الأمر أي تحدٍ كبير بالنسبة للبارسا، لكونها كانت أمام فرق ضعيفة.
وتلك هي النقطة الفاصلة، فبرشلونة من دون ميسي، لا يظهر ضعفه إلا حين يواجه الكبار، بدليل أنه وحين قرر لويس أنريكه الاستغناء عن الأسطورة الأرجنتيني بداية العام الجاري أمام ريال سوسيداد، خسر الفريق الشوط الأول بهدف دون رد، فلم يجد أنريكه مفرا سوى إدخال ميسي في الشوط الثاني، لكن ذلك لم يغير من النتيجة، فانهزم برشلونة.
حاليا، وبعد منافسات المرحلة التاسعة من الليغا، يحتل الفريق الكاتالوني المركز الثاني خلف غريمه ريال مدريد بفارق الأهداف فقط إثر فوزه على ضيفه إيبار (3-1) بفضل هاتريك سواريز، احتفل به الأخير على مرور عام بالضبط على بداية مشاركته مع برشلونة والتي تأخرت حتى أكتوبر/تشرين الأول 2004 بسبب عقوبة الإيقاف لأربعة أشهر، فرضها الفيفا بحقه بسبب عضته الشهيرة للمدافع الإيطالي جورجيو كيليني خلال مباراة منتخبي إيطاليا وأوروغواي في مونديال البرازيل 2014.
فيما لم يتغير السيناريو، برشلونة قوي أمام الضعفاء على غرار فريق باتي بوريسوف (روسيا البيضاء) الذي هزمه بهدفين (دوري الأبطال)، وقبل ذلك بأسبوع سحق فريق رايو فايكانو بخمسة أهداف مقابل هدفين.
لكنه في المقابل تقهقر أمام اشبيلية (2-0)، ولم يفز إلا بشق الأنفس على باير ليفركوزن في منافسات المجموعة الثانية لدوري الأبطال.
وفي ظل غياب ميسي بدأ نيمار يأخذ مهام القائد وصانع الألعاب والأهداف، وهو الذي صنع أهداف سواريز الأخيرة.
إلى جانب أنه أصبح متصدرا لقائمة هدافي الليغا خلف كريستيانو رونالدو وسواريز، برصيد ثمانية أهداف وبفارق هدف واحد.
ولهذه الأسباب بات ينظر في كامب نو إلى المهاجم البرازيلي على أنه ميسي "الصغير" أو "خليفة" ميسي، بشهادة لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس الذي صرح في مناسبة سابقة أن نيمار "قائد أيضا بسبب طريقة لعبه وما يضيفه إلى الفريق".
ولنيمار جميع الإمكانات لشد لحمة برشلونة خاصة أمام دفاع متقهقر، فهو يمارس دور اللاعب المفتاح مع منتخب بلاده منذ فترة طويلة، وهو ذات الدور الذي لعبه طويلا مع فريقه الأول سانتوس، فقاده للفوز بلقب كوبا ليبارتادوريس عام 2011 قبل انتقاله إلى برشلونة.