موسكو - العرب اليوم
زحف معظم المشجعين في موسكو من مختلف الجنسيات إلى الساحة الحمراء للاستمتاع بهذا المكان التاريخي.
و استغل المشجعون من مختلف الجنسيات عدم وجود مباريات للبطولة أمس الجمعة في أول يوم تتوقف فيه المباريات منذ ضربة البداية بالمباراة الافتتاحية في 14 حزيران/يونيو ، وانطلقوا إلى الساحة الحمراء للاستمتاع بمشهد جديد بعيدًا عن مناطق احتفالات المشجعين.
ووسط إجراءات أمنية رائعة لا تعيق حركة النزوح إلى داخل الساحة الحمراء، وتحت فروع متوهجة بالأضواء التي تشبه إلى حد كبير وربما تتطابق مع أضواء الاحتفال بأعياد الكريسماس، دخل المشجعون من مختلف أنحاء العالم في مهرجان احتفالي ضخم تضمن فقرات لا حصر لها.
و بدأ كل مشجع في التقاط الصور التذكارية مع المعالم المنتشرة في الساحة وفي مقدمتها قصر الكرملين.
وقال المشجع الجزائري عبد الجبار عبد القادر ، الذي رفع علم بلاده على ظهره، "لم يكن من الممكن أن أفوت الفرصة خلال تواجدي في موسكو. انتهزت فرصة عدم وجود مباريات يوم الجمعة وجئت إلى الساحة الحمراء لمشاهدة معالمها العديدة وفي مقدمتها قصر الكرملين".
وأوضح "البطولة الحالية من أنجح بطولات كأس العالم إن لم تكن أنجحها على الاطلاق بخاصة وأن المنظمين في روسيا اهتموا بكافة التفاصيل في عملية التنظيم وكذلك الناحية الأمنية مما ساعد الجماهير على الاستمتاع بالبطولة التي حظيت بنكهة مختلفة أيضا في ظل المفاجآت العديدة التي شهدتها حتى الآن".
و يجذب مركز "جوم" الشهير للتسوق أنظار المشجعين خاصة مع تعليق لافتة "تنزيلات" باللغة الإنجليزية. ولكن سرعان ما يتجه المشجعون والزائرون من الروس ومختلف الجنسيات إلى منافذ بيع المثلجات التي تنتشر داخل مركز التسوق حيث بلغ طول الصفوف أمام كل منفذ عدة أمتار في انتظار الحصول على المثلجات التي يريدونها وكأنها من تقاليد الزيارة إلى هذا المكان.
وبدأت خارج المركز العملاق رحلة التجول والتنزه والاحتفال في الممشى العريض المؤدي للساحة الحمراء والطرقات الجانبية المتفرعة منه.
وكان على الرغم من توزيع المباريات الثمانية في دور الستة عشر على أكثر من مدينة مثل سان بطرسبرغ وكازان وسوتشي وغيرهم إضافة للعاصمة موسكو التي تحظى بمباراتين في هذا الدور، شهدت الساحة الحمراء والمنطقة المحيطة بها تنوعا هائلا من المشجعين حيث تغاضى بعضهم عن السفر خلف فريقه بسبب عدم حصوله على تذكرة لحضور المباراة.
و كان التواجد الأكبر لمشجعي البرازيل وكذلك المشجعين الروس أصحاب الأرض بخلاف المواطنين الذين جاءوا فقط للاستمتاع بأجواء هذه الاحتفالات رغم أن بعضهم ليس من مشجعي كرة القدم ولا يدري إلى أين سارت البطولة.
وقال المشجع الروسي نيكولاي : "لم أحضر إلى هنا للعب الكرة وإنما للاحتفال بهذه الأجواء التي لم نشاهدها من قبل. أعرف أن المنتخب الروسي تقدم للدور الثاني في البطولة لكنني لا أعلم متى سيلعب مباراته المقبلة وأمام أي منافس".
و حرص العديد من المشجعين على زيارة المتاجر المختلفة للهدايا التذكارية وكذلك المطاعم العديدة الموجودة لكن حركة الشراء من هذه المتاجر لم تكن كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الهدايا التذكارية بها.
وكان الإقبال الأكبر على الشباب والفتيات الذين شغلوا الأرائك الموجودة بمنتصف الممر وبدأوا في رسم أعلام الدول المختلفة على وجوه المشجعين والمشجعات. كما تواجد مشجعو كل من البرازيل والمكسيك في مجموعات ورددوا العديد من الهتافات لكن الشيء المشترك في النهاية بينهم وبين مشجعي المنتخبات الأخرى كان الهتاف "روو سي ا" مما دفع المشجعين والمشجعات الروس إلى المشاركة معهم في هذه الاحتفالات والتقاط الصور التذكارية.
وأثار مشجعو المكسيك دهشة مشجعي باقي المنتخبات وكذلك المواطنين الروس بعدما ظهر عدد كبير منهم وهو يرسم على وجهه أشكال غريبة تشبه شخصيات "الزومبي" أو "الأموات الأحياء" .
ورد مشجعو المكسيك على هذه الدهشة بأنه يوم الاحتفال بالموتى في المكسيك.
و كان مشجعو المنتخب الإسباني هم الأقل تواجدًا في هذا الكرنفال الاحتفالي على الرغم من مباراتهم الأحد أمام المنتخب الروسي في موسكو .
وكان المثير للدهشة تواجد العديد من المشجعين العرب الذين خطفوا الأضواء بشدة من مشجعي باقي المنتخبات وذلك عن طريق الهتافات الحماسية والأغاني التي رددوها من ناحية والأعلام التي رفعوها وكذلك القبعات والأزياء الفرعونية التي ارتداها مشجعو المنتخب المصري والشاشية التي وضعها مشجعو تونس على رؤوسهم.
و رفع عدد من المشجعين العرب قميصا للعب يحمل اسم فلسطين ورددوا اسم فلسطين أكثر من مرة.
وظل التوافد على الممر العريض المؤدي للساحة الحمراء حتى ساعة مبكرة من صباح السبت في كرنفال رائع لمشجعي معظم المنتخبات المشاركة في المونديال والمواطنين الروس الذين حضروا لمشاهدة وتجربة هذه الأجواء وسط معالم الساحة الحمراء التي تعتبر مع معالم مدينة سان بطرسبرغ من أكثر المعالم جذبا للسياحة في القارة الأوروبية وليس في روسيا فقط.