مدريد ـ أ.ش.أ
قاعدة أساسية فى الحياة والتى تعد كرة القدم جزءاً لا يتجزأ منها تقول"النجاح له الف اب .. والفشل يتيم"، ويسهل فى تلك المواقف استخدام "الشماعة" للتهرب وتعليق الفشل بالكامل عليها، حيث لا عليك سوى انتظار من سيطعنه الإعلام والاختباء خلفه، وعادةً ما يكون هذا الشخص هو المدرب.
الإيطالى كارلو أنشيلوتى، أحد أبرز وأشهر المدربين فى العالم والمدير الفنى الحالى "حتى الآن" لريال مدريد الإسبانى، وجد نفسه فى ذلك الموقع المزرى على مرمى النيران بعد خروج فريقه خالى الوفاض منذ تتويجه بكأس العالم للأندية، مودعاً كأس الملك من دور الستة عشر ودورى الأبطال من نصف النهائى وأخيراً فقدانه الرسمى للقب الليا أول أمس -الأحد-، ولكن هل يستحق "دون كارلو" ذلك؟ هل يستحق تحمل مسئولية الإخفاق كاملةً وحده؟
ويرى موقع يورويبورت أنه على الرغم انه من الظلم اختزال المسئولية فى فرد وحيد، ولكنه المسئول الأول بما لا يقل عن 80% مما حدث للريال هذا الموسم، ويمكن اختصار ذلك فى أربع نقاط.
الاولى هى التخلى عن تشابى ألونسو دون استقدام لاعب ارتكاز دفاعى بجانب بيع انخيل دى ماريا الذى أخرج أنشيلوتى نفسه كل طاقاته الكامنة مستحدثاً مركزه الجديد الموسم الماضى. ربما أضيف إلى ذلك إعارة كارلوس كاسيميرو المبشر للغاية بدليل موسمه الرائع مع بورتو. ناهيك عن بيع ألفارو موراتا لحساب بقاء كريم بنزيمة مطمئناً عقب استعارة خافيير هيرنانديز والذى لم يمثل أى تهديد للفرنسى من أى نوع قبل المحطات الأخيرة للموسم والتى ظهر فيها إجبارياً لإصابة الأول.
وبعد ان اتضح على مدار النصف الأخير من الموسم الماضى والنصف الأول من الحالى أن سامى خضيرة لا نفع منه بل أحياناً لا يمكن اتقاء شره ! وبعد ان اتضح أن آسيير إيارامندى شبه عديم الجدوى، وفى ظل إصابة لوكا مودريتش والتى أبعدته من نوفمبر 2014 إلى مارس 2015، اكتفى الريال بضم لوكاس سيلفا من غياهب البرازيل، لوكاس قد يثبت نفسه، قد يضيف للمستقبل، لكن الفريق كان بحاجة لحل فورى وليس مستقبلى.
فى الوقت نفسه فإنه مع كامل الاحترام والتقدير لمدى أهمية لوكا مودريتش، فى ريال مدريد لا يحق للمدير الفنى من وجهة نظر يوروسبورت أن يفسد كل شئ ثم تيرر ذلك بغياب لاعب واحد، لا يحق لك أن تعجز عن تعويضه من الأساس، حيث حملت فترة إصابة الكرواتى أو فترة ما بعد كأس العالم للأندية بداية انهيار الموسم الأبيض.
فى الوقت نفسه، وأثناء انشغال أنشيلوتى بتجربة خضيرة تارة وإيارامندى تارة أخرى، وإيسكو أو خاميس رودريجيز أحياناً، كان البديل الوحيد القادر على تعويض لوكا وأدواره حبيس الارتكاز الدفاعى طوال الموسم.
تونى كروس تم استنزافه بدنياً وذهنياً فى غير مركزه لأن الريال قرر بيع ألونسو وإعارة كاسيميرو فى آن واحد، واضعاً ثقته فى ثنائية خضيرة وإيارامندى .
وفى ظل إصابة مودريتش وبيع دى ماريا، فلم يعد الريال يملك جبهته اليسرى المرعبة (مارسيلو - دى ماريا - رونالدو)، ولا محرك الوسط الآخر من الجهة اليمنى، ومع ذلك تمسَّك أنشيلوتى بطريقةـ4-3-3 لفترات طويلة، كارلو باختصار نزع محرك سيارته ثم جلس يلعنها لأنها لا تدور !
ولذلك توالت السقطات أمام فالنسيا وأتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو إلى جانب التأهل المحرج من دور الستة عشر الأوروبى أمام شالكة، فلجأ لـطريقة 4-4-2 التى اختبرها أحياناً فى البداية، نجحت بشكل نسبى مانحةً إياه الطريقة الأمثل لاستغلال إيسكو وخاميس.
وعاد مودريتش، فعادت 4-3-3، فخسر الكلاسيكو، فاقترب من فقدان الليجا، أصيب مودريتش مجدداً، ولكنه كان قد تعلم الدرس، فأتى بحل من خارج الصندوق وهو إشراك راموس فى خط الوسط داخل إطار الـ4-4-2، فنجح أمام أتلتيكو مدريد، فتأهل إلى نصف النهائى، فأعاد تجربته أمام يوفنتوس، ففشل فشلاً ذريعاً، فقرر العودة إلى 4-3-3، فودع الليجا عملياً ودورى الأبطال فعلياً فى أسبوع واحد. كنتم مع ملخص الدوامة الإيطالية فى مدريد.
وكانت آهر المشاكل ممثلة فى الويلزى جاريث بيل الذى كان يشبه صاحب الكرة وهو شخص كل علاقته بكرة القدم أنه يمتلك الكرة التى يلعب بها الجميع، لا يمكنك إخراجه أو جعله يحرس المرمى وإلا أخذ كرته ورحل ..
تجسدت تلك الحالة فى علاقة المدرب الإيطالى بذى الملايين المائة جاريث بيل، فمنذ تسجيله لهدفه الشهير فى مرمى برشلونة فى نهائى الكأس ثم الهدف الثانى فى نهائى كأس الابطال العاشرة بات فرض عين على كل تشكيل، لا يمكن إجلاسه على الدكة وإلا أخذ هدفيه ورحل !
أنشيلوتى بدوره لم يحاول وضعه تحت أى ضغط يذكر، لم يحاول تهديده بأى لاعب فى مركزه، واكتفى فقط بتصريحاته الدفاعية الجوفاء المتكررة والتى باتت أكثر مللاً من تصريح بيل دائم التكرار الموسم الماضى عن سعادته فى مدريد وتعلمه للإسبانية .
وفى النهاية تفيد جميع المؤشرات إلى ان ايام انشيلوتى باتت معدودة فى النادى الملكى الذى لايرضى سوى بالبطولات والصعود لمنصات التتويج بعد موسم كارثى بكل المقاييس.