إشبيلية الإسباني ودنبرو

سيكون على فيورنتينا الإيطالي تحقيق إنجاز نادر جداً لأجل حرمان ضيفه إشبيلية الإسباني حامل اللقب من السفر في 27 من الشهر الجاري إلى وارسو، وذلك عندما يتواجه معه اليوم (الخميس) في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) لكرة القدم.

وقطع إشبيلية أكثر من نصف الطريق نحو التأهل إلى المباراة النهائية المقررة في الـ27 من الشهر الجاري على ملعب «نارودوفي» في العاصمة البولندية وارسو، بعد أن حسم لقاء الذهاب على أرضه (3-صفر)، بفضل أليكس فيدال الذي سجل الهدفين الأولين ثم أسهم في صناعة الثالث، الذي حمل توقيع البديل الفرنسي كيفن غاميرو.

وخرج إشبيلية بهذا الفوز الكبير في أول مواجهة له مع فيورنتينا، الفائز بالنسخة الأولى من كأس الكؤوس الأوروبية عام 1961 وصيف بطل كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1957 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1990، وهو مرشح فوق العادة للعودة من فلورنسا ببطاقة النهائي، خصوصاً أنه لم يخسر سوى مرة واحدة في مبارياته الـ19 الأخيرة في جميع المسابقات، وكانت على يد ريال مدريد في المرحلـة قبل الماضية من الدوري المحلـي.

ومن المؤكد أن بطولة هذا الموسم ترتدي أهمية بالغة جداً، لأن البطل سيشارك في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بحسب الأنظمة الجديدة، ما سيجعل إشبيلية الذي لم يبلغ النهائي في المرات الثلاث التي وصل خلالها إلى دور الأربعة، يقدم جهوداً مضاعفة لأن مشاركته في المسابقة القارية الأم الموسم المقبل غير مضمونة من خلال الدوري، كونه يحتل المركز الخامس بفارق ثلاث نقاط عن فالنسيا الرابع قبل مرحلتين من ختام الموسم.

والأمر ذاته ينطبق على فيورنتينا، الذي فقد الأمل بالتأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل من خلال الدوري، كونه يحتل المركز الخامس بفارق ثمان نقاط عن صاحب المركز الثالث والأخير المؤهل إلى المسابقة القارية الأم، وذلك قبل ثلاث مراحل من ختام الموسم.

وسيكون على فريق المدرب فينشنزو مونتيلا تحقيق إنجاز لم يسجل سابقاً في «يوروبا ليغ» سوى مرة واحدة لأجل تعويض خسارته ذهاباً بثلاثية نظيفة والتأهل إلى نهائي المسابقة للمرة الأولى في تاريخه.

ويعد فالنسيا الإسباني الفريق الوحيد الذي نجح في تعويض خسارته ذهاباً في «يوروبا ليغ» بفارق ثلاثة أهداف والتأهل إلى الدور التالي، وحقق ذلك خلال الدور ربع النهائي من موسم 2013-2014، حين سقط ذهاباً أمام بازل السويسري (صفر-3) ثم فاز إياباً (5-صفر) بعد التمديد.

ولم يسبق لفيورنتينا أن عوّض خسارته ذهاباً (صفر-3) في تاريخ مشاركاته القارية، لكنه فاز بجميع مباريات الإياب التي خاضها في الأدوار الإقصائية من النسخة الحالية للمسابقة القارية الثانية، بينها الفوز على مواطنه روما (3-صفر) خـــارج قواعـــده في إيـــاب الــدور الثانـي.
دنبرو - نابولي
وإذا كان إشبيلية معتاداً على خوض النهائي القاري، فهناك «المهجر» دنبروبتروفسك الأوكراني، الذي يجد نفسه على موعد مع التاريخ عندما يستضيف نابولي الإيطالي في كييف، عوضاً عن مدينته وملعبه «دنبرو أرينا» بسبب ما تعيشه البلاد في شطرها الشرقي من معارك وإن كانت متقطعة حالياً مع الانفصاليين، الذين يطالبون بالانضمام إلى روسيا. ويأمل دنبرو، الطامح بأن يصبح ثاني فريق أوكراني يتوّج بلقب المسابقة بعد شاختار دانييتسك 2009، الاستفادة من التعادل الثمين (1-1)، الذي عاد به من ملعب «سان باولو» لكي يبلغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه ويضع حداً لحلم نابولي، الذي غاب عن التتويج القاري منذ 1989 حين أحرز كأس الاتحاد الأوروبي بقيادة الأسطورة الأرجنتينية مارادونا.

ومن المؤكد أن نابولي، الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة منذ انطلاق مشواره في النسخة الحالية، سيقدم كل ما لديه لأجل حرمان دنبرو من الإنجاز، معتمداً على خبرة مدربه بينيتيز، الذي سبق أن قاد فالنسيا الإسباني إلى لقب 2004، قبل إحرازه دوري الأبطال مع ليفربول الإنكليزي في العام التالي، ثم الدوري الأوروبي مع تشلسي الإنكليزي في 2013.