عندما يبدأ برادلي ويجينز بالتحرك إلى أسفل من منحدر البداية في منافسة فرنسا الدولية للدراجات، ستكون تلك لحظة تاريخية لرياضة ركوب الدراجات البريطانية. بعد عقود من كونهم دخلاء ذوي أداء متدن في مشهد السباق القاري، سيكون راكبو الدراجات البريطانيين والفريق البريطاني هم من يجب الفوز عليهم. ستكون أيضاً لحظة تاريخية لشركة رافا، تلك الشركة التي سيرتدي ويجينز وزملاؤه في فريق ''تيم سكاي'' ملابسها، بفضل صفقة مدتها أربع سنوات ستبدأ في الأول من شهر تشرين الثاني (يناير). الفوز بحق الاستحواذ من شركة أديداس كموردة لطاقم أدوات الفريق الأول عالمياً هو انتصار كبير للشركة التي عمرها ثمان سنوات. لدى شركة رافا طاقم عمل من 65 شخصاً وبلغت مبيعاتها في عام 2011 مبلغ 13 مليون جنيه استرليني؛ وعلى العكس لدى شركة أديداس 47 ألف موظف ومبيعات بنحو 10.8 مليار جنيه استرليني. تفاصيل الصفقة طي الكتمان حتى يوم الجمعة القادم، حينما يتم الكشف عن مجموعة ''تيم سكاي'' بما يشمل الدراجات والملابس الرياضية. منتديات ركوب الدراجات الهوائية بالفعل تعج بتكهنات حول طاقم الأدوات التي سيتم التهافت على الأدوات المماثلة لها من آلاف المعجبين، كما أن هناك شائعة كبيرة على الإنترنت أن شركة رافا أحضرت المصمم والمتحمس لركوب الدراجات ''بول سميث'' لصناعة هذه الأدوات الرياضية. وسواء ما كان سميث مشاركاً أم لا، فمن المؤكد أن أعضاء فريق ''تيم رايدرز'' سيكونون متميزين عن باقي الفرق. فالأمر بالنسبة لشركة رافا أنها أصبحت تصدرت نوعاً جمالياً جديداً، في كل من منتجاتها والعلامات التجارية المحيطة بها، وتخلت عن الألوان المتوهجة النيونية لصالح الألوان الغامقة، ذات التصاميم الرصينة، وهذا بشكل جزئي لكي تعكس الألم والمعاناة الملازمة للرياضة. يقول سايمون موترام مؤسس شركة رافا ومديرها التنفيذي البالغ من العمر 46 عاماً ''إذا ما ذهبت إلى محل دراجات منذ عشرة أعوام، كانت الملابس بشعة للغاية، كانت مبهرجة والشعارات التجارية في كل مكان فيها وكانت جودة النسيج متدنية، كأنما تم إقرار أن الأشخاص الذين يركبون الدراجات لن يكونوا مستعدين للدفع مقابل ذات الجودة العالية''. إننا نتحدث في مكتبه بمقر شركة رافا، وهو مبنى مصنع على الطراز الفيكتوري بجانب خطوط السكة الحديد في شمال لندن. وعلى الرغم من أن السماء تنهمر مطراً بالخارج وتكاد الأجواء تكون متجمدة، توجد دراجة كربونية أنيقة واقفة في الركن، ويبدو عليها أثر تنقله الصباحي (موترام حريص جداً على الرياضة حتى أنه يسمح لفريق العمل لديه أن يبدأ عمله في الواحدة مساءً الأربعاء، كي يستطيعوا أن الركوب).