اعلن مسؤول كبير في وزارة النفط السودانية استئناف تصدير نفط جنوب السودان من السودان الخميس بعد خلاف حول الرسوم استمر عاماً، الا ان استمرار تدفق النفط من الجنوب لا يزال غير مضمون بعد ان اصدر الرئيس السوداني عمر البشير امرا باغلاق انبوب تصدير النفط. وقال عوض الكريم محمود وكيل وزارة النفط لوكالة فرانس برس ان "الشحنة الاولى انطلقت" من ميناء بورسودان. واضاف محمد ان الشحنة انطلقت في 21 حزيران/يونيو لكنه ليس متاكدا من الجهة التي اشترتها. واوضح انه "يتم تصدير نفط حقل جنوب السودان النفطي". واوقف جنوب السودان انتاجه من النفط الخام مطلع العام الماضي بعد ان اتهم الخرطوم بالسرقة في خلاف حول رسوم التصدير. وتعتبر الصين اكبر مشتر للنفط من جنوب السودان. واستقل جنوب السودان عن السودان قبل عامين بعد اجراء استفتاء بموجب اتفاق سلام انهى 22 عاما من الحرب الاهلية. ويمتلك جنوب السودان 75% من النفط الخام الذي ينتجه السودان يوميا وقدره 470 الف برميل. ولا تزال المصافي وانابيب التصدير تحت سلطة الخرطوم. ولا تزال بعض القضايا الرئيسية عالقة بعد الانفصال ومن بينها الرسوم التي يجب على جنوب السودان دفعها لتصدير نفطها باستخدام البنى التحتية التصديرية في السودان وادى التوتر المتصاعد الى اشهر من الاشتباكات الحدودية المتقطعة الى ان تم التوصل ابين جوبا والخرطوم في اذار/مارس الماضي الى اتفاق على وضع جداول زمنية مفصلة لاستئناف تدفق النفط، اضافة الى تطبيق تسعة اتفاقيات اخرى لتطبيع العلاقات. ورغم التوقيع على تلك الاتفاقيات في ايلول/سبتمبر الا انها لم تنفذ لاشهر بسبب مخاوف السودان من ان الجنوب يدعم المتمردين. ونفت حكومة جنوب السودان باستمرار تقديم اي شكل من اشكال الدعم لمتمردي الشمال حلفائها السابقين ايام الحرب الاهلية بين الجنوب والشمال (1983-2005) والتي ادت في تموز/يوليو 2011 الى انفصال الجنوب واقامة دولة جنوب السودان، وتتهم جوبا الخرطوم بدعم متمردين في الجنوب. وبعد ان خفت حدة التوتر، وفي نيسان/ابريل استأنف جنوب السودان ضخ نفطه الذي بدأ ينقل ببطء عبر انبوب النفط الى بورسودان الممتدعلى مسافة نحو 1500 كلم حيث يتم تخزين كميات من النفط تحضيرا لنقلها في سفن. الا انه وفي الثامن من حزيران/يونيو اصدر الرئيس السوداني عمر البشير امرا مفاجئا باغلاق انبوب النفط بعد ان حذر الجنوب من دعم متمردين في الشمال. ويقول محللون ان القرار جاء بعد هجمات للمتمردين اهانت السلطات السودانية. وقال وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان انذاك ان الخرطوم قررت تجميد الاتفاقيات التسعة بين البلدين بما فيها اتفاق النفط الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات سواء للسودان او لجنوب السودان. ولكن وفي خطوة تصالحية قال عثمان كذلك ان كمية من نفط جنوب السودان وصلت الى الميناء وان جوبا حرة في بيعه اذا دفعت الرسوم المترتبة عليها الى الخرطوم. وقال عوض الكريم محمود وكيل وزارة النفط الخميس انه "توجد بعض التحضيرات" لاغلاق انبوب النفط وان "قرار الرئيس لا يزال ساريا". ولا يمكن اغلاق الانبوب على الفور لان ذلك يلحق اضرارا بالبنية التحتية، وهو ما يمنح الجهود الدبلوماسية لحل الازمة وقتا. وصرح خبير مستقل ان اغلاق الانبوب بالشكل الصحيح يتطلب 45 يوما. وذكر مسؤولون في الاتحاد الافريقي ان كبير المفاوضين ثابو مبيكي قدم "مقترحات عاجلة" الى الجانبين لحل الخلاف. وتنص المقترحات على ان يجري الاتحاد الاوروبي والمنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) تحقيقا في مزاعم دعم المتمردين، بحسب ما افاد محلل لفرانس برس. واكد بارنابا ماريال بنجامين المتحدث باسم حكومة جنوب السودان في جوبا ان 600 الف برميل من نفط جنوب السودان غادرت ميناء بورسودان في 21 حزيران/يونيو متوجهة الى الصين، وان عملية التصدير تسير بشكل سلس حاليا. واضاف "ستغادر سفينة محملة بالنفط كل يوم ثلاثة او اربعة ايام". الا انه قال ان تهديد الخرطوم باغلاق الانبوب "لا يزال ماثلا". واوضح "هذا هو قرار السودان، وليس قرار جنوب السودان. وطالما اتيح لنا الوقت الكافي، فاننا سنحمي بنيتنا التحتية". واعرب بنجامين عن امله في ان تؤدي زيارة نائب الرئيسي ريك ماشار الى الخرطوم الاحد الى استئناف الحوار بين الجانبين.