أنطونيو غوتيريش

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الخميس، إن تصريحات رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بشأن اعتزامه إجراء حوار وطني، "غير مقنعة في سياق الأعمال القتالية الجارية". 

وفي إفادة له خلال جلسة لمجلس الأمن، أضاف أن هذه التصريحات غير مقنعة أيضا "في ظل التقليل المنهجي للحريات السياسية الأساسية، والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية" للمحتاجين.

وفي 12 ديسمبر/كانون أول الماضي، أعلن سلفاكير عن مبادرة للحوار الوطني بين الأطراف السياسية في البلاد لوقف الحرب المندلعة منذ أكثر من 3 سنوات بين قوات سلفاكير، وقوات المعارضة المسلحة بقيادة نائبه السابق ريك مشار. 

غير أن مشار رفض المبادرة واصفا إياها، بـ"محاولة صرف الأنظار عن التطهير العرقي الذي تقوم به الحكومة في إقليم الاستوائية (جنوب)، غرب بحر الغزال الواقعة شمال غربي البلاد، وولاية الوحدة في أقصى شمال البلاد على الحدود مع الأراضي السودانية". 

وعلى الصعيد الإنساني، أضاف غوتيريش في إفادته أن "المدنيين يتعرضون لهجمات مروعة، بما في ذلك الاغتصاب وتجنيد الأطفال (دون اتهام طرف بعينه)". 

وتابع "زاد عدد النازحين داخليا إلى أكثر من 1.9 مليون شخص، وفرّ ما يقرب من 220 ألف آخرين إلى مواقع الحماية التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، واضطر أكثر من 1.6 مليون شخص إلي اللجوء للبلدان المجاورة لهم". 
وأردف "هناك 100 ألف شخص يعانون من المجاعة، ومليون آخرين على وشك هذا المصير، وسيعاني 5.5 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد بحلول هذا الصيف وسيحتاج ما لا يقل عن 7.5 مليون شخص في جميع أنحاء جنوب السودان - أي ما يقرب من ثلثي السكان - إلى مساعدات إنسانية". 

وفي السياق ذاته، أدان مجلس الأمن، "استمرار القتال في مختلف أنحاء جنوب السودان"، مكررا دعوته جميع الأطراف بالالتزام الفوري باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أغسطس/آب 2015. 

جاء ذلك في بيان للمجلس تلاه رئيس الجلسة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون والذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري. 

وقال البيان إنه "لا سبيل إلى حل النزاع الجاري بالوسائل العسكرية". 

وأعرب المجلس "عن الانزعاج البالغ لإعلان وقوع مجاعة في أجزاء من جنوب السودان". 

وتتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان في يوليو/تموز 2011، منذ اندلاع حرب أهلية بين قوات سلفاكير، ومسلحين مواليين لمشار، في ديسمبر/ كانون أول 2013. 

ولم يفلح اتفاق سلام وقعه الطرفان، تحت ضغوط دولية، في أغسطس آب 2015، في وضع حد للحرب، التي أسفرت عن آلاف القتلى، وشردت أكثر من مليوني شخص، حسب الأمم المتحدة.