جوبا - العرب اليوم
أدي رياك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان اليمين الدستورية ليصبح نائبا للرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت، وذلك عقب وصوله بوقت قصير الى العاصمة جوبا، حسبما قالت مصادر هنا اليوم.
وكان مشار قد أثار التكهنات باحتمال افساد جهود اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة في جنوب السودان في أغسطس من العام الماضي، إثر تأجيل عودته الى جوبا عدة مرات.
ويعد مشار طرفا رئيسيا في اتفاق السلام الذي يهدف الى إنهاء الصراع الذي دام أكثر من عامين في جنوب السودان، والذي بدأ في ديسمبر عام 2013، وأدي الى مقتل عشرات الألاف من الأشخاص وتشريد نحو مليونين أخرين.
وبعد مفاوضات صعبة وضغوط دولية مكثفة، وافق الرئيس سيلفا كير في فبراير الماضي على إعادة مشار إلى منصبه نائبا للرئيس، تنفيذا لآلية تقاسم السلطة التي نص عليها اتفاق السلام.
وتأجلت عودة مشار مرات عديدة لأسباب لوجستية، غير ان الطرفين نجحا مؤخرا في التوصل إلى اتفاق حول عدد الحراس الشخصيين المصاحبين لمشار وكمية الأسلحة التي يمكن لهم حملها.
ووجهت اتهامات الى مشار بمحاولة التخطيط للانقلاب على الرئيس سلفا كير، وهي اتهامات نفاها مشار، لكنها أدت في نهاية المطاف الى اندلاع صراع بين مؤيدي الطرفين، تطور الى حرب أهلية شاملة.
وعقب اندلاع الصراع في أواخر عام 2013، تم توقيع عدة اتفاقات للهدنة ووقف إطلاق النار، لم يتم احترام معظمها، بل استمرت المواجهات المسلحة وأعمال العنف والقتل بين الجانبين، ما أدى إلى سقوط أعداد أكبر من الضحايا وتشريد الآلاف خارج بلادهم وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين، خاصة في المناطق التي دمرتها الحرب الأهلية.
ويكتظ أكثر من 180 الف شخص في مخيمات تعود لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أنحاء جنوب السودان، ولا يجرؤون على الخروج من خلف الأسلاك الشائكة خشية تعرضهم للقتل.
ويعد جنوب السودان، الذي حصل على استقلاله من السودان في عام 2011، أحد افقر الدول ولديه مؤشرات تنموية وصحية سيئة حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية.
نقلا عن قنا