الخرطوم - وكالات
استفادت 3 آلاف و500 أسرة من المرحلة الأولى من برنامج هيئة الهلال الأحمر لمساندة متضرري السيول في العاصمة السودانية الخرطوم . وتم توزيع كميات كبيرة من مواد الإيواء التي تضمنت المشمعات والناموسيات والبطانيات والفرش، وعززت الهيئة جهودها الإنسانية لتخفيف المعاناة وتحسين حياة المتضررين من السيول في عدد من ولايات السودان الأكثر تأثراً، وذلك من خلال تحركات وفدها الموجود حالياً في المناطق المتضررة للاستقصاء وحصر الاحتياجات وتوفيرها على وجه السرعة من الأسواق السودانية . قام وفد الهيئة، أمس، بجولة تفقدية في محلية شرق النيل بولاية الخرطوم التي تعتبر من المحليات الأشد تأثراً حول العاصمة وقف خلالها على حجم الأضرار التي أصابت السكان المحليين في مناطق الكرياب ومرابيع الشريف، واطلع عن كثب على ظروفهم الإنسانية واستمع إلى متطلبات الأهالي في الوقت الراهن . ويبدأ الوفد اليوم توزيع المزيد من المساعدات الإنسانية للمتأثرين وفقاً على نتائج الزيارة التي رافقه فيها وفد من جمعية الهلال الأحمر السودانية وأعضاء سفارة الدولة في الخرطوم . وعقب الجولة عقد وفد الهيئة اجتماعاً تنسيقياً بمقر السفارة حضره حسن أحمد سليمان الشحي سفير الدولة لدى جمهورية السودان وسالم سلطان السويدي رئيس وفد الهيئة لقيادة عملياتها الإغاثية في السودان إلى جانب عدد من المسؤولين في جمعية الهلال الأحمر السوداني . وناقش الاجتماع أولويات الدعم والمساندة للمتضررين وآليات التوزيع وتوسيع مظلة المستفيدين من المساعدات في ضوء الأضرار التي لحقت بعدد من الولايات السودانية وتم تكوين غرفة عمليات مشتركة بمقر الهلال الأحمر السوداني للمتابعة وتنسيق البرامج لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للمتأثرين . وأكد السفير أن تحرك الإمارات السريع تجاه ضحايا كارثة الفيضانات جاء لتلبية احتياجات الأشقاء في السودان انطلاقاً من أواصر الأخوة والعلاقات المتينة التي تربط الشعبين الشقيقين . وقال إن ما يجري تنفيذه الآن من برامج وعمليات إغاثية جاء من منطلق أخوي وإنساني مشيراً إلى أن السفارة تضع قدراتها البشرية واللوجستية تحت تصرف وفد الهلال الأحمر سفير الدولة في هذه الأزمة الإنسانية التي خلفت أضراراً بشرية ومادية كبيرة، داعياً المولى عز وجل أن يجنب السودان وأهله الأزمات والكوارث . من جانبه أشاد عثمان جعفر الأمين العام للهلال الأحمر السوداني بتجاوب هيئة الهلال الأحمر الفوري مع تداعيات الكارثة من بدايتها، وقال إن الهيئة تعتبر من أوائل الجمعيات الوطنية والمنظمات الإنسانية التي بادرت من نفسها بتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين وتعزيز قدرات جمعيته الوطنية للقيام بواجبها تجاه المتأثرين على أفضل وجه، مضيفاً أن وفد الهيئة الموجود حالياً في المناطق المتضررة يعتبر من أول الوفود التي وصلت إلى مسرح الكارثة وعاين الأوضاع على طبيعتها وتبنى تخطيط وتصميم البرامج والعمليات الإغاثية على أسس علمية فاعلة من خلال اطلاعه على الأحوال عن قرب واستقصاء حقائق الأزمة ميدانياً . واكد أن هذا هو ديدن الإمارات وشعبها الذي يهب دائماً لنجدة المنكوبين وإغاثة الملهوفين، وقال إن العمل الميداني المشترك حالياً بين الجمعيتين يعتبر ترجمة عملية لعلاقات التعاون والشراكة القائمة بينهما على الساحة السودانية من خلال الاتفاقيات الموقعة بينهما . وحول تفاصيل المرحلة الأولى من برنامج الهيئة الذي تم تنفيذه بالتعاون والتنسيق مع جمعيته الوطنية، قال إنها بدأت منذ اليوم الأول لعيد الفطر المبارك وشملت أكثر المناطق تضرراً في شرق النيل منها مرابيع الشريف والكرياب حيث تم توزيع 3 آلاف و500 مشمع و7 آلاف بطانية و7 آلاف ناموسية و8 آلاف فرشة على السكان المتضررين، وأكد أن تلك المناطق لا تزال تحتاج للدعم والمساندة، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية تشمل مناطق ومحليات أم درمان إلى جانب ولاية الجزيرة . ولا تزال تداعيات أزمة السيول في السودان تخيم على المتأثرين الذين بلغ عددهم 40 ألف أسرة حسب آخر إحصائية رسمية أعلنها وزير الداخلية السوداني رئيس اللجنة العليا للدفاع المدني في مؤتمره الصحفي، مشيراً إلى أن عدد الضحايا ارتفع إلى 53 قتيلاً وبلغ عدد المصابين 77 شخصاً ونفقت 3 آلاف رأس من الماشية وانهارت 251 مؤسسة عامة، وفي ولاية الخرطوم وحدها أدت السيول إلى تدمير 18 ألف منزل.