الخرطوم ـ العرب اليوم
أعربت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) عن مخاوفها من ارتفاع أعداد الجوعى والمشردين في جنوب السودان إلى نحو 4 ملايين شخص بعد تجدد الصراع المسلح وتراجع الأنشطة الزراعية وانخفاض التمويل اللازم لعمليات الإغاثة وتوفير الغذاء.
وذكرت "فاو" - في تقرير وزع في القاهرة اليوم - أن واحد تقريباً من كل ثلاثة في جنوب السودان ، يواجه أزمة أو مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي، والمتوقع أن يرتفع العدد الكلي إلى 3.9 مليون شخص (34 % من مجموع السكان) في أغسطس المقبل .
وفرّ أكثر من 1.5 مليون شخص من ديارهم منذ اندلاع الصراع في منتصف ديسمبر الماضي، وفاقم من الحالة حلول بداية موسم السيول في أشهر الصيف .
وفي تلك الأثناء، تتواصل اشتباكات عنيفة يُبلغ عنها في بعض المناطق رغم التوقيع على اتفاقية إنهاء المعارك في مايو الماضي.
وأضاف التقرير أن نقص التمويل يهدد جهود تزويد المزارعين والصيادين والرعاة بسبل المعيشة ووسائل البقاء على قيد الحياة في حالة الطوارئ الراهنة، مع تفاقم خطر المجاعة الوشيكة في بعض مناطق البلاد.
وتلقت منظمة "فاو" حتى الآن 42 مليون دولا ر أمريكي من أصل 108 ملايين دولار ناشدت رصدها في إطار خطة الاستجابة المعدلة للأزمات لعام 2014 ، واستخدمت المساهمات التي وردت للوصول إلى أكثر من 205 آلاف من الأسر الفقيرة - ما يتجاوز 1.2 مليون شخص - وتزويدهم بأطقم سبل المعيشة في حالات الطوارئ، وهي مجموعة متكاملة على بذور المحاصيل والخضر ومعدات الصيد ومستلزمات علاج الثروة الحيوانية واللقاحات البيطرية وغيرها.
ونجحت منظمة "فاو" في إنجاز تهيئة سبل المعيشة في حالات الطوارئ بوتيرة أسرع عشر مرات من العام الماضي بحيث استخدمت واستنفدت جميع أموال التبرعات الواردة من المجتمع الدولي. وإذ نفدت الموارد المتاحة لديها تمس حاجة منظمة "فاو" إلى تمويل إضافي بمقدار66 مليون دولار من أجل مواصلة التوسع في نطاق دعمها لتمكين جنوب السودان من مساعدة الذات في غضون أزمته الراهنة .
وقال الخبير جيف تشيرلي من قسم "فاو" للطوارئ وإعادة التأهيل، "أن مليوني شخص إضافيين ، أو 345 ألفا من الأسر الضعيفة، يمكن أن يحصلوا دعماً من جانبنا إذا ما تلقينا التمويل الإضافي" .
وأضاف " يجب ألا ننتظر إلى أن يصبح الوضع الحالي حرجاً أو أن تحل المجاعة ، حيث نعلم أن الأوان سيفوت بالنسبة للكثيرين عندئذ وعلينا أن نتحرك اليوم لإنقاذ الأرواح وسبل المعيشة" .
وشدد ممثل منظمة "فاو" ونائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان، الخبيرة سو لاوتسيه، على مدى أهمية أطقم سبل المعيشة في حالات الطوارئ بالنسبة للجنوب السوداني، إذ يعتمد نحو 95 % من السكان على أنشطة الزراعة وصيد الأسماك أو الرعي في تلبية احتياجاتهم الغذائية وتوليد الدخل.
وقالت خبيرة "فاو"، إن توزيع الأطقم يوفر وسيلة للصيادين لصيد السمك، والمزارعين لزراعة محاصيلهم، والرعاة للحفاظ على قطعانهم في حالة صحية سليمة، وهذا بدوره يضع الحليب والخضر واللحوم والأسماك على المائدة، وهو ما أبقى الكثيرين على قيد الحياة إلى الآن".
وواصلت المنظمة تصعيد عملياتها في جنوب السودان منذ مارس الماضي بالعمل مع برنامج الأغذية العالمي (اليونيسيف) وصولاً إلى بعض من أكثر المجتمعات النائية في البلاد، وإسقاط أطقم الطوارئ لدعم سبل المعيشة جواً، وبواسطة الجسور الجوية والشاحنات.
وأوضحت خبيرة المنظمة لاوتسيه ، أن " المخيمات تُقام في مناطق مرتجلة ويتعيّن على النساء مواجهة مخاطر مروّعة في الخروج من المخيمات بحثاً عن حطب الطهي، والسير على الأقدام في بعض الأحيان ساعات بأكملها".
وأضافت قائلة "وأني جد فخورة بفريق المنظمة في جنوب السودان لمواصلة الجهد بلا كلل منذ بداية الأزمة، ويخاطر العديد من أفراده بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين وسبل معيشتهم".
وتعمل المنظمة أيضاً للحيلولة دون تصاعد الأزمة الراهنة، في عام 2015 وضمان أن المزارعين مستعدون لموسم الزراعة في العام المقبل، بالتخطيط المسبق وتهيئة البذور، والأدوات الزراعية، واللقاحات، ومواقد الكفاءة العالية في استهلاك الوقود.