قال الرئيس السوداني عمر البشير إن السودان وجنوب السودان يجمعهما المصير المشترك والثقافة والوجدان، وإنه سيأتي يوم يتوحد فيه شطرا السودان في دولة واحدة أو ينشأ بينهما اتحاد. ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن البشير تأكيده بأن اتفاقات التعاون الموقعة بين بلاده وجنوب السودان ستساهم بشكل كبير في التواصل المستمر بينهما لمصلحة شعبيهما. وأشار البشير، لدى استقباله أمس الاثنين وفداً من المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان، إلى أن التداخل بين مواطني وشعبي البلدين والمصالح المشتركة بينهما لم تتوقف حتى بعد الانفصال، موضحا أن السودان يسعي لإعادة اللحمة بين الدولتين وسيساهم في تنمية جنوب السودان ودعم التعليم فيه للمسلمين وغير المسلمين. وأكد أن زيارة وفد المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان ستكون بداية لتعاون حقيقي بين الجانبين. يأتي هذا الاجتماع بعد يومين من مقتل كوال دينق ماجوك، ناظر قبيلة دينكا نقوك التي ينتمي إليها رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، في منطقة أبيي على الحدود بين الدولتين بعد أن أطلق أفراد من قبيلة المسيرية الشمالية النار على موكبه. وعقب الحادث تبادل سلفا كير والبشير وجهات النظر في اتصال هاتفي بغية تبديد التوتر الناجم عن مقتل ماجوك وعنصر من قوات حفظ السلام الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة والتي تدير أبيي. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين في تصريح صحفي إن "رئيسنا أجرى اتصالا مباشرا بالرئيس البشير لتبادل وجهات النظر حول هذا الحادث الحزين". وعقب هذه الأحداث أعلن السودان استعداده لإجراء تحقيق في الحادث الذي تسبب بتوتر في المنطقة، وقالت الخارجية السودانية، في بيان تلقى مراسل الجزيرة نت نسخة منه، إن الخرطوم مستعدة لإجراء تحقيق عاجل وعادل وشفاف حول الحادثة ومحاسبة الجناة. يُذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان عام 2011، ووقعت الدولتان اتفاقيات تعاون في سبتمبر/أيلول الماضي لتسوية الخلافات العالقة بينهما بشأن الحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي الغنية بالنفط.