أدت صدامات، لأسباب اعتبرت إتنية، في مدينة غرداية بجنوب الجزائر إلى مقتل شخص واحد، وهو ما أكده وزير الداخلية الطيب بلعيز. ونفى بلعيز أن تكون جهات أجنبية خلف هذه الأحداث. ويعتبر طيف من المعارضة المحلية أن "عصابات إجرامية تزرع الرعب بتواطؤ مع بعض من رجال الشرطة" بالمنطقة. اندلعت مواجهات، وصفت بالإتنية، بغرداية جنوب الجزائر ما أدى إلى مقتل شخص واحد. وقال المتحدث باسم لجنة التنسيق بغرداية، أحمد بابا عيسى، إن "المواجهات استمرت إلى صباح الاثنين لكن قوات الدرك الوطني تمكنت من إعادة الهدوء" للمدينة الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب الجزائر. وأضاف أن "رجلا (39 سنة)، يدعى بلحاج قبايلي من بني ميزاب (إباضي)، قتل في بيته بطعنة سيف وجرح آخرون بعد هجوم مجموعات من الشباب على خمسة أحياء". وذكرت مصار أن المداراس والمحال التجارية أغلقت أبوابها صباح الاثنين. وزير الداخلية: ليس هناك أدلة على وجود أياد أجنبية وراء الأحداث أكد وزير الداخلية الطيب بلعيز لوكالة الأنباء الجزائرية الاثنين مقتل شخص واحد وإصابة عشرة من بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في هذه الأحداث. وقال بلعيز "أعمال الشغب لم تدم كثيرا بفضل تدخل مصالح الأمن (...) منذ مساء أمس (الأحد) إلى اليوم الأمور هادئة ومتحكم فيها". وأضاف "يوجد فقط بعض المتاجر والمدارس التي بقيت مغلقة، لأن أصحابها يخشون على ممتلكاتهم والآباء على أبنائهم". وردا على سؤال في مجلس الأمة، (الغرفة الثانية في البرلمان)، حول ما إذا كان يقف خلف هذه الأحداث جهات أجنبية، نفى بلعيز "وجود أدلة قاطعة تبرهن وجود أياد أجنبية متورطة فيها"، مشيرا إلى أن "مبادرة الحكومة ومساعيها في المنطقة لم تفشل". المعارضة تنفي أن يكون المشكل إتنيا نفى ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية (معارضة)، حمو مصباح، في غرداية وجود "أي مشكلة بين العرب والإباضيين. نحن نعيش معا منذ مئات السنين". واعتبر أن الأمر يتعلق ب"مجموعة من العصابات الإجرامية التي تزرع الرعب بتواطؤ من بعض رجال الشرطة". وبحسب مصباح وبابا عيسى فان "الهدوء يعود بسرعة عند تدخل الدرك الوطني (التابع لوزارة الدفاع) بينما لا يحدث ذلك عندما تتدخل الشرطة (التابعة لوزارة الداخلية)"، مؤكدين أن هناك "تواطؤا في الشرطة من أجل إشعال غرداية". وأكد مصباح أن "بعض الأطراف تريد خلق المشاكل في غرداية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان/ابريل". وتابع "المشكلة أن غرداية أرض خصبة لزرع الفوضى فهي مدينة عبور بالنسبة لتهريب المخدرات"، علما بأن الحدود أصبحت مؤمنة ضد التهريب والإرهاب. نزاعات متكررة يقطن غرداية الواقعة في وسط الصحراء (600 كلم جنوب الجزائر) طائفتا الشعانبيين العرب السنة والإباضيين الأمازيغ وتنشب بينهما نزاعات متكررة، لكنها المرة الأولى التي يطول فيها النزاع لأكثر من شهر. وأصيب 200 شخص بجروح نهاية كانون الأول/ديسمبر الفائت في مواجهات في غرداية بين عصابات شبابية قبل أن تفرقهم الشرطة مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وتوفي أحد المصابين لاحقا متأثرا بجروحه. وبداية كانون الثاني/يناير استقبل رئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، ممثلين للجانبين، ثم توجه بنفسه إلى المنطقة لتهدئة الأوضاع في ذكرى المولد النبوي وهي مناسبة رمزية تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لسكان غرداية.