واشنطن ـ وكالات
أدى ارتفاع تكاليف الوقود وتنامي المخاوف من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى تزايد الاهتمام بما يعرف بالوقود الحيوي، وهو نوع من أنواع الطاقة المتجددة التي يتم تصنعيها من مواد عضوية لتكون مصدرا بديلا للوقود الأحفوري غير المتجدد كالبنزين والفحم. فأهم ما يميز الوقود الحيوي عن غيره هو قابليته للتجدد لأنه غالبا ما يتم تصنيعه من المحاصيل النباتية التي يمكن زراعتها باستمرار أو الفضلات العضوية، وذلك خلافاً للوقود الأحفوري الموجود بكميات محدودة، الذي يحتاج إنتاجه لملايين السنين ضمن ظروف طبيعية لايمكن للبشر التحكم فيها. أكثر أنواع الوقود الحيوي رَواجاً هو الإيثانول الذى يصنع من الذرة، ويتم خلط الإيثانول مع البنزين في بعض الأحيان للإنتاج، وجعل نواتج احتراق البنزين أقل ضرراً على البيئة. وهناك أيضاً وقود الديزل الحيوي، وهو شكل من أشكال الوقود الحيوي، الذي يتم إنتاجه من الدهون الحيوانية أو الزيوت النباتية الجديدة أو المستعملة. وقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من الوقود حتى أصبح متاحا الآن في بعض محطات الوقود داخل الولايات المتحدة، كما قام بعض الأفراد بمحاولة لإنتاج الديزل الحيوي في منازلهم لغرض الاستخدام الشخصي لأنه من الممكن استخدام هذا الوقود في السيارات التي تعمل بالديزل دون الحاجة إلى تعديلات كثيرة في محركاتها. وعلى الرغم من الفوائد العديدة للوقود الحيوي وفي طليعتها حماية البيئة من غازات الاحتباس الحراري، والحد من تلوث المياه الجوفية، ومن الناحية الاقتصادية المساهمة في خفض أسعار النفط وتحسين أمن الطاقة، إلا أن هناك عددا من الاعتبارات البيئية والاقتصادية الأخرى التى يحب أن تؤخذ في الحسبان، فاستخدام المحاصيل قد يؤدي إلى نقص الغذاء (الأمن الغذائي)، كما أن زراعة المحاصيل تحتاج لكمية وفيرة من الماء في الوقت الذي تعاني بعض الدول من شح مواردها المائية، وهناك مخاوف من إزالة كم هائل من الغابات الطبيعية وتحويلها إلى أراض زراعية. في الوقت الحاضر هناك عدد من المشروعات البحثية القائمة لتلافي الجوانب السلبية التي تهدف إلى تطوير محاصيل الوقود الحيوي التي تتطلب كميات أقل من الأراضي والموارد المائية، كما أنها ليست ذات قيمة غذائية للإنسان كالطحالب التي تعد الخيار الأمثل حيث إنها تنمو في أية بيئة، ومن الممكن ريها باستخدام مياه الصرف الصحي. وسوف يشكل الوقود الحيوي في حاله تلافي جميع السلبيات ثورة حقيقية في عالم الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة كما أنه يساهم في تعزيز أمن الطاقة العالمي، وتغير الخارطة الصناعية للدول الفقيرة التي تعاني من صعوبات في شراء النفط بأسعاره الحالية.