كفرسلوان ـ ننا
استضافت بلدية كفرسلوان، معرضًا ل10 مشاريع إنمائية للبلدة، انجزها طلاب الجامعة اللبنانية - الاميركية كمشاريع تخرج من "محترف العمارة والمشهد" بإشراف المهندسة هالة يونس.
تناول المحترف جدلية العلاقة بين الحركة العمرانية وتحولات المشهد في جبل لبنان من خلال دراسة وضع بلدة كفرسلوان في المتن الأعلى. وقد بينت المشاريع المقدمة أن إنماء المناطق الجبلية لا يتعارض مع الحفاظ على طابعها الريفي وخصائصها البيئية ومناظرها المميزة، حيث أن المحافظة على تلك المناظر شرط أساسي لإستدامة الإنماء وإزدهار الاقتصاد الجبلي في القرن الجديد.
وقام الطلاب بتصميم وتطوير مشاريع تعيد تموضع علاقة البلدة ما بين المشهد الجبلي ليس فقط من منطلق الاحجام والتشكيل، بل من مفهوم عميق لمكونات المناظر وشروط نشأتها التاريخية، الاجتماعية والإقتصادية.
تمحور البحث على خراج بلدة كفرسلوان الممتد من أعالي جبل الكنيسة حتى منحدرات وادي نهر بيروت. وتشمل البقعة الجغرافية بالاضافة للبلدة، مجموعة غنية ومتنوعة من المناظر، من غابات سنديان وصنوبر ومزارع وبساتين ومستنقعات وجروف صخرية.
انطلق العمل بإبراز ودراسة مكونات المشهد، حتى توصل وبطريقة تراكمية الى طرح اشكاليات تتعلق بتطور المشهد وتحولاته المعاصرة، حيث اعتبر المشهد منتجا ثقافيا، تاريخيا، اجتماعيا،اقتصاديا، بعيدا كل البعد عن عبارة "المشهد الطبيعي".
كما تطرقت المشاريع الى المشهد الزراعي، وتحولات الزراعة وتقنياتها، وحركة البناء، أكانت للسكن الدائم أم للاصطياف، وديناميكية المناطق الحرجية وخصائص مشاهدها واشكالية المحافر والكسارات.
لم ينتج المحترف دراسة واحدة عن البلدة، بل مجموعة من عشر وجهات نظر تجاه انمائها وتطورها. فقد تناول كل طالب اشكالية معينة، متعلقة بأحد المواقع في البلدة، وحاول أن يبلورها عبر طرح معماري انمائي.
وبهذا الطرح، تكون العمارة، بمفرداتها وتشكيلها، تعبيرا جديدا معاصرا عن علاقتنا الثقافية بالمشهد الجبلي وتوطيدا وصيانة لتلك العلاقة، وذلك انطلاقا من مقولة العالم الجغرفي الفرنسي أغوستان برك أن المشهد هو في الوقت عينه انتاج ثقافي ومنتج للثقافة.
مشاريع الطلاب
وفي هذا الاطار، جاءت مشاريع الطلاب فقدمت غنوة مكي مشروعا بعنوان "المشهد والذاكرة والحيز العام "، وهو مشروع مركز ثقافي اجتماعي مقابل كنيسة مار تقلا.
وقدمت ياسمينة كردلي مشروعا بعنوان "المشهد منتج ثقافي" وهو مشروع سكني معاصر لمتطلبات منزلية تقليدية.
وعرض طارق عرم مشروعا عنوانه "المشهد منتج اقتصادي"، وهو مشروع معمل لخمر التفاح في فسقين.
وقدمت لين شلماتي مشروع "المشهد منشأ الثقافة" وهو مشروع بيوت اصطياف على اطراف البلدة.
أما محمد علي عيتاني فعرض مشروع "المشهد تراكم اجتماعي عمراني" وهو عبارة عن مركز ترفيه لكبار السن في بيوت تقليدية.
وقدم أحمد صبوري "تحديات المكننة والمشهد" وهو مشروع نشاطات سياحية لترميم مشهد محافر اليرز.
وعرضت أفين حطيط مشروع "العلاقة الوجدانية بالمشهد" وهو مشروع مصح في حرش سنديان.
وأخيرا قدم عماد قازان "المشهد تشكيل فني" وهو مشروع مدرسة موسيقى وصالة عرض في الأحراش.
أشرف على المشاريع "محترف العمارة والمشهد" في الجامعة اللبنانية - الاميركية، هالة يونس، ياسمينة شامي وبشار عبد الصمد. ويستمر المعرض بتشجيع من البلدية في مستوصف كفرسلوان حتى السابع من الجاري يوميا من العاشرة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر.