تمزج رواية "العتبات" للكاتب والقاص والمسرحي مفلح العدوان، والصادرة حديثا عن الدار الأهلية للنشر بدعم من وزارة الثقافة بين تفاصيل الواقع الانساني والموروث الأسطوري. وتسرد الرواية في بناء جمالي يتكئ على بوح فتان بالأمكنة والدروب والكهوف ومنابع المياه عبر منها الانسان في اكثر من حقبة وسمت ذاكرته وثقافته عبر تلك التصاميم المبتكرة الاتية من مفردات الطبيعة ذاتها. وتتسم اشتغالات العدوان في بناء الرواية على ذلك الحنين والشغف والذاكرة المتقدة بالخيال الرحب والمتصل باللحظة الراهنة المجبولة باللون ورائحة النعناع والرغبة بكشف غموض الاسرار في قصص وحوادث البطولة والايثار والحب والزواج والهجرة والغربة والموت التي يتقاسمها افراد وجماعات موزعة وتتداعى من بين بطون الكهوف والمقامات والبيوت الطينية وبيوت الشعر. وتنوعت فصول الرواية في جملة من العناوين مثل: في حضرة الماء، ذئب الذاكرة، حيرة الوراق حنين الى حلم عذراء القرية، سر المقبرة، حديث الدواج، زد حجرا ولا تفتت صخرا، دليل العتبات الكهف الثالث، وهذا شرط ابيك. وجميعها تحكي محطات من التحولات في المنطقة وانعكاساتها على انماط حياة الناس وثقها العدوان بتشييد روائي يتميز بالسلاسة والجاذبية وهي تحفر بوجدان القارئ. وفاز العدوان بالعديد من الجوائز على المستوى العربي، منها جائزة محمود تيمور للقصة على مستوى مصر والوطن العربي من المجلس الأعلى للثقافة في مصر عام 1995، والميدالية الفضية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن برامج المنوعات/ عن برنامج "نقوش الليل" عام 1997، وجائزة اليونسكو للكتابة الإبداعية، وجائزة الشارقة للإبداع في مجال المسرح.