دمشق ـ سانا
"قطتان وكبة صوف" مجموعة من قصص الأطفال للكاتبة رنيم عدنان الباشا تتميز بأفكار جديدة تهدف إلى إرساء قيم تربوية في سلوك الطفل الذي تشكل مثل هذه القصص التي يتلقاها وهو في سن مبكرة اللبنة الأساسية الأولى في حياته. تعطي الكاتبة صفة الأنسنة إلى الورود و قوس قزح وتجعل بينهما حوارا شائقا ففي قصة الياسمينة وقوس قزح تكشف نوازع الحسد ذلك المرض الإجتماعي الذي ينمي الحقد والكراهية كخطوة أولى لتدمير المجتمع محاولة أن تحرض على الوعي والتفكير بمعاني الأشياء. وترى الباشا من خلال قصتها قطتان وكبة صوف أن الصدق والاعتراف بالغلط هما ركائز هامة في سلوك الطفل التربوي فتعمل على زرعهما من خلال سرقة القطة كبة الصوف واتهام زميلتها بها فتوقعها في غلطة وعندما تكتشف المراة صاحبة كبة الصوف انها ظلمت القطة الأخرى تعتذر منها وتقدم لها قطعة حلوى. وتعالج القاصة حالة إقدام بعض الأطفال على الأذى الذي ينعكس سلبا وضررا على المجتمع إضافة إلى عدم الجرأة على المساس بقداسة الأمومة وذلك عندما أقدمت الأميرة الصغيرة فى قصة نداء الوردة الجورية على قطف بعض الورود ووضعها فى البيت فذبلت الورود حزنا على أمهاتهن وماتت وبالمقابل بكت الورود في الحديقة حزنا على من فقدن. وتكرس الباشا الأفكار التي تساهم في احترام الواجب والالتزام بتأديته تجاه الآخرين لأن هذه الظاهرة تقوى أواصر المحبة وتساهم في تقوية العلاقات الإجتماعية من خلال تقديم لوحة تشكيلية مبسطة للطفل فتطرح في قصة حكاية نجمة حالة إعجاب نجم صغير بنجمة جميلة إلا أن هذه النجمة التي أرهقها التعب أرادت أن تنام وبعد أن عرفت أن كثيرا من النجوم ستتبعها إذا نامت أقلعت عن فكرتها وقالت للنجم الصغير سأسهر معك ونبقى معا نوزع الضوء على الدنيا. وتبين الكاتبة أثر الغرور على فشل الإنسان وعدم احترام الناس له وتخليهم عنه وقت الحاجة بسبب ما يدعيه من التحلي بصفات تفوق الآخرين فقصة الفراشة المغرورة التي ترفض صداقة الكثير من الورود والزهور مدعية أنهن لا يناسبنها جمالا لكن عندما يسقط عليها المطر تلجأ اليهن خشية الهلاك فلا ترى لها معينا وتطلب السماح من الورود التي رق قلبها فخبأت الفراشة من المطر. كما تستخدم الباشا نمطا جديدا في التعاطي مع أدب الأطفال الموجه إلى الذين لما يصلوا إلى مرحلة التعليم الابتدائي محاولة أن يكون سلوكهم إيجابيا عبر تلقي النظم التربوية فتعمد على تحريك خيالهم بين الطبيعة الجميلة وبين ما في السماء من جمال بأسلوب مبسط والفاظ محببة. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب 27 من القطع الكبير ويحتوي على مجموعة رسوم للفنان محمود مقوص طرح عبرها ما يوازي القصص الموجودة بغية العمل على خلق علاقة حميمة بين القصص والرسومات والطفل المتلقي.