طرابلس - فاطمة السعداوي
شهدت ليبيا، الأحد، الذكرى 31 لوفاة الملك إدريس السنوسي، مؤسس المملكة الليبية وصانع الاستقلال ووحدة الوطن الليبي، محمد إدريس بن محمد المهدي بن محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي العلوي الهاشمي.ولد في الجغبوب سنة 1890م، ورباه والده الذي كان قائماً على الدعوة السنوسية في ليبيا، فحفظ القرآن وتلقى علوم الشريعة في زاوية في الكفرة. تولى إمارة برقة وفق معاهدة الزويتينة سنة 1917، وقدمت له البيعة من المنطقة الغربية في مؤتمر غريان سنة 1922، وفي السنة ذاتها غادر إلى مصر بعد وصول "الفاشيست" إلى الحكم في إيطاليا، وظل حتى بدء الحرب العالمية الثانية، وأسس الجيش السنوسي والتحق بالحلفاء سنة 1940م في محاولة منه للتغلب على الاحتلال الإيطالي ونكاية في الفاشية. وتحررت برقة في عام 1942، وطرابلس وفزان تحررتا في 1943، ورجع الملك في سنة 1944، وبدأ العمل السياسي والدبلوماسي لإنجاز الاستقلال السياسي عن الانتداب البريطاني عبر الحوار والاتصال السياسي، وفي سنة 1949 أعلن الملك إدريس استقلال برقة ونصب أميراً عليها، وواصل العمل لإكمال وحدة البلاد حيث اتصل به أعيان طرابلس مطالبينه بالبيعة.ونصب ملكاً على أقاليم ليبيا سنة 1951م، وظل في عرشه حتى انقلاب 1969.وقد عاش الملك إدريس بعد الانقلاب عليه منفياً في حي الدقي بالقاهرة حوالي 14 سنة هو وزوجته وبعض المقربين منه. عرف عن الملك الراحل الزهد في المال والمناصب؛ حيث منع أفراد أسرته من تقلد الوظائف السامية في الدولة، وقدم استقالته لمجلس الأعيان مرات عدة؛ إثر الخلافات القوية التي كانت تغذيها حملات التيارات الفكرية القومية واليسارية التي تصف الملكيات بالرجعية. وتوفي سنة 1983 ودفن في البقيع الطاهر في المدينة المنورة في مقابر الصحابة بناء على وصية منه تعهد بتنفيذها الملك خالد عاهل المملكة العربية السعودية