تصاعد الأوضاع على الساحة الليبية كان له صدى في عدد من الصحف الغربية التي تناولت قضية اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان وإطلاق سراحه. فمجمل الصحف الغربية تعبر عن قلق تجاه تنامي نفوذ الميليشيات المسلحة مقارنة بتراجع واضح في سيطرة السلطة المركزية في البلاد. استحوذت التطورات الليبية الأخيرة وقضية اختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان على اهتمام الصحف الدولية. فصحيفة الديلي تليغراف البريطانية، قالت إن ليبيا سقطت في جنون الميليشيات. واعتبرت الصحيفة أن الدولة الليبية لم تعد قادرة على فرض سيطرتها على الجماعات المسلحة أو حتى على فرض قراراتها في المجتمع، وأشارت إلى أنه إذا لم يتمكن رئيس الوزراء من كبح جماح الميليشيات المسلحة وسلطتها المتزايدة، فإن ليبيا ستنزلق إلى مزيد من التفكك وعدم الاستقرار. أما صحيفة الاندبندنت البريطانية، فتساءلت عن خلفية خطف رئيس الوزراء علي زيدان، وقالت إنه منذ فوز تحالف القوى الوطنية الليبرالية على جناح جماعة الإخوان في ليبيا، تمكنت الميليشيات المسلحة من فرض سيطرتها على العديد من المناطق خارج طرابلس. صحيفة يو اس آي تودي الأميركية، قالت إن عمليات الخطف تظهر ليبيا في حالة فوضى، ووصفت الأيام الأخيرة في طرابلس بأنها دراماتيكية ومليئة بالاضطرابات. وقالت إن خطف زيدان يظهر أن الميليشيات المسلحة هي السلطة الحاكمة على الأرض. بينما نقلت صحيفة الواشنطن بوست عن زعيم في جماعة الإخوان الليبية قوله إن رئيس الوزراء فشل وبحاجة إلى تبديل. وتضيف الصحيفة نقلا عن الزعيم الإخواني أن البرلمان يبحث عن بديل لزيدان. صحيفة الغارديان نقلت تصريحات زيدان التي وصف فيها عملية اختطافه بالمحاولة الانقلابية. وأضافت الصحيفة أن الخطاب يضع زيدان في مسار تصادمي مع الميليشيات المسلحة. أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فتقول إن "الميليشيات تستعرض قوتها في عملية الخطف"، وتشير الصحيفة أن الميليشيات في ليبيا تملك سلطة لا تضاهى، والقول إن خطف زيدان جاء ردا على اعتقال قوات أميركية خاصة لأبي أنس الليبي ما هو إلا ذريعة. فالميليشيات تدرك مدى ضعف السلطة المركزية وهي اللاعب الرئيسي على التراب الليبي.