أعلن رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، السبت على شاشة التلفزيون الوطني حالة الطوارئ في البلاد إثر المواجهات الشديدة التي تشهدها جنوب البلاد وخاصة في مدينة سبها بين أنصار مفترضين لنظام معمر القذافي والقوات الحكومية وبعد أيام من انتهاء مواجهات قبلية سقط فيها عدد كبير من القتلى. أعلن المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة سياسية في ليبيا، السبت حالة الطوارئ بعد مواجهات في جنوب البلاد وتردد شائعات بشأن ضلوع أنصار لنظام معمر القذافي في أعمال العنف. وقال رئيس الحكومة علي زيدان في تصريحات عرضها التلفزيون الليبي إن المؤتمر العام اتخذ هذا القرار خلال جلسة استثنائية خصصت للوضع في مدينة سبها جنوب ليبيا التي شهدت مواجهات قبلية قبل عدة أيام. وقد شهدت سبها مواجهات جديدة اليوم إثر سيطرة مجموعة مسلحة على قاعدة عسكرية. وكانت معارك شديدة وقعت الأسبوع الماضي بين قبائل محلية أسفرت عن سقوط حوالى ثلاثين قتيلا. وتؤكد مصادر محلية أن المجموعة المسلحة تتألف من أنصار لنظام الزعيم الليبي الراحل حاولوا الاستفادة من هشاشة الوضع الأمني في المدينة. وأكد زيدان أن الوضع في سبها "تحت السيطرة" معلنا في الوقت عينه إرسال عدد من الثوار السابقين إلى المدينة كتعزيزات واستخدام سلاح الجو في قصف الميليشيات في الجنوب. وحذر زيدان من سريان شائعات، تؤججها قنوات تلفزيونية مؤيدة للقذافي تبث من خارج ليبيا، على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف على حد تعبيره، إلى التسبب بأزمة في البلاد وشدد على أهمية الحد من انتشار هذه الشائعات. وغالبا ما يشهد جنوب ليبيا مواجهات دامية بين القبائل العربية وقبائل التبو. ودارت أكثر المعارك دموية في العام 2012 وأدت الى سقوط حوالى 150 قتيلا قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ويعيش أفراد قبائل التبو المتحدرون من دول جنوب الصحراء، في المناطق الممتدة بين ليبيا وتشاد والنيجر، وينددون دائما بما يعتبرونه تهميشا لهم في المجتمع الليبي. كذلك يتم اتهامهم من جانب القبائل الأخرى بأنهم يضمون في صفوفهم مقاتلين أجانب آتين خصوصا من تشاد. وتندد القبائل العربية بوقوف الحكومة متفرجة في مواجهة "غزو أجنبي" لليبيا.