طرابلس - العرب اليوم
حظيت حكومة الوفاق الوطنى الليبية بدعم داخلى مهم أمس مع إعلان بلديات عشر مدن ساحلية الغرب تأييدها لها، آملين فى أن تتمكن هذه الحكومة المدعومة من المجتمع الدولى من إنهاء النزاع المسلح والفوضى الأمنية ووقف التدهور الاقتصادى، بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة إنها ستنظر فى رفع العقوبات عن صندوق الثروة السيادية الليبى، إذا تمكنت الحكومة التى تدعمها من استعادة السيطرة على البلاد.
وبحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» يحتوى صندوق الثروة السيادية الليبى على ما يقدر بـ67 مليار دولار، جمدت جراء العقوبات المفروضة على البلاد منذ عام 2011، منعا لتهريبها من قبل الزعيم الليبى السابق معمر القذافى.
وتعهد أعضاء مجلس الأمن الـ15 مساء أمس الأول، برفع التجميد عن الأصول الليبية، مطالبين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج التأكيد «بأسرع وقت ممكن بأنها تمارس اشرافا منفردا وفعالا» على صندوق الثروة السيادية وشركة النفط الوطنية والبنك المركزى فى ليبيا. بيد أنه ليس واضحا كيف ستكون هذه الحكومة قادرة على السيطرة على مؤسسات الدولة فى طرابلس، فى ضوء موقف الحكومة المسيطرة على العاصمة.
ووصلت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة إلى طرابلس الأربعاء الماضى، غير أنها ظلت فى قاعدة بحرية فى ميناء العاصمة، بعد تقارير عن إطلاق نار فى المدينة. إلا أن خروج عشر مدن ممتدة من طرابلس وحتى الحدود التونسية عن سلطة الحكومة غير المعترف بها دوليا فى العاصمة ودعمها لحكومة السراج، شكل ضربة للسلطة غير الشرعية التى تفقد بذلك السيطرة على الجزء الأكبر من الغرب الليبى، فى وقت بدأت تشهد فيه طرابلس تحركات مدنية مناهضة لها.
وفى بيان مشترك، دعا رؤساء وممثلو البلديات العشر عقب اجتماع فى صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) الليبيين إلى «الوقوف صفا واحدا لدعم حكومة الوفاق الوطنى». وقال هؤلاء فى بيان نشر على الصفحة الرسمية لبلدية صبراتة فى موقع «فيسبوك» إن بلديات مدنهم الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية غربا تدعم وصول «حكومة التوافق إلى العاصمة». ودعوا الحكومة إلى العمل على «السعى لإنهاء الصراعات المسلحة وبشكل عاجل بكامل التراب الليبى»، وعلى إصلاح الوضع الاقتصادى.
والمدن الليبية العشر التى خضعت لأكثر من عام ونصف العام لسلطة طرابلس وتحالف «فجر ليبيا» المسلح هى زليطن، ورقدالين، والجميل، وزوارة، والعجيلات، وصبراتة، وصرمان، والزاوية الغرب، والزاوية، والزاوية الجنوب.
وقبيل ذلك، تظاهر نحو 300 شخص فى ساحة الشهداء فى طرابلس تأييدا لحكومة الوفاق، فى أول تأييد علنى فى العاصمة الليبية لهذه الحكومة منذ إعلان تشكيلها. وهتف المتجمعون وهم رجال ونساء وأطفال «ارحل ارحل يا الغويل» فى إشارة إلى خليفة الغويل رئيس حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا و«الشعب يريد حكومة الوفاق»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. إلى ذلك، شهدت العاصمة صباح أمس، الهدوء، فيما لم تسمع فى الليل أصوات اشتباكات أو عمليات إطلاق نار أو قذائف، خلال ليل أمس الأول.
وتحظى حكومة الوفاق بدعم مجموعة مسلحة رئيسية فى المدينة يطلق عليها اسم «النواصى»، وهى تتبع وزارة الداخلية فى الحكومة غير المعترف بها، وتتمتع بقدرة تسليحية عالية. ويشير هذا الدعم إلى انقسام فى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة فى طرابلس.
ويعد السراج وحكومته الليبيين بتوحيد البلاد بعد أكثر من عام ونصف العام من المعارك التى قتل فيها الآلاف، وببناء جيش وطنى يضع حدا لنفوذ الجماعات المسلحة، وبإصلاح الوضع الاقتصادى حيث تشهد البلاد أزمة مالية خانقة مع نقص السيولة فى المصارف.
وكانت حكومة الوفاق الوطنى بدأت أمس الأول محاولة تثبيت سلطتها من مقرها فى قاعدة طرابلس البحرية، حيث عقدت سلسلة اجتماعات مع عمداء بلديات وشخصيات سياسية أخرى.