كلايف بيتشام يمتلك أكثر سيارات فيراري النادرة في العالم

تبقى "فيراري" السيارة الأكثر رفاهية وجاذبية بين جميع السيارات. معظمنا، إن لم يكن كلُّ واحد منا، يطمح بامتلاك واحدة من تلك السيارات الإيطالية الأصيلة، فما بالك بامتلاك ليس واحدة فقط ولكن العديد من المنتجات الأكثر احتراما في العالم؟

 كلايف بيتشام هو الرجل الذي استطاع الإجابة على ذلك السؤال، إذ أنه يمتلك ليس واحدة، وإنما اثنتين من أكثر سيارات فيراري النادرة في العالم. ويصرُّ بيتشام على أنه ليس من هواة جمع السيارات، على الرغم من أنه يعرف أن بعض الناس يشترون ويبيعون السيارات من أجل كسب المال، إنما بالنسبة اليه فإن الموضوع أكثر من عاطفة، إذ أنه يتمتع بالبحث في تاريخها الغني تقريبا بقدر ما يستمتع بقيادتها.

 لا يكتفي بيتشام بتخزين السيارات، بل أنه أحيانا يقوم بقيادتها في الطرق العامة وكذلك يشارك بها في سباقات الميل الترفيهية. فهو يصر على أن تلك السيارات ليست لعبة كي يحتفظ بها، وإنما ينبغي أن تشعر تلك السيارات بالحياة عن طريق قيادتها من آن لآخر.

ويقول بيتشام: "أنا لا أسميها هواية جمع، بل أصبحتُ مهتمًا فقط بالسيارات عندما كنت قادرا على قيادة السيارة المناسبة"، أول سيارة له كانت ألفا روميو 1600 كوبيه GT، والتي اشتراها جديدة في عام 1976 والتي لا يزال يمتلكها. ويضيف: "اعتدت أن آخذ تلك السيارة إلى الأطباء في أوروبا ومشاهدة ريجاتسوني ولاودا، كانت F1 رائعة في ذلك الحين".

 وأعلن: "لقد تحمست للغاية بشأن ذلك، وأنا بطبيعة الحال أدعم فيراري، إنها تقدم أفضل ضوضاء. كما أننا كنا الفريق الأكثر روعة وجاذبية، خصوصا عندما أصيب جيل فيلنوف بنفس الحماسة".  وقال أيضا: "أصبحت أدرك تمام الإدراك أنني أحب فيراري، ولكن من الواضح أنه لم يمكنني أن أتحمل شراء واحدة. ولكن بعد أن بدأت عملي كنت قادرا على شراء الفيراري الأولى، 308 مستعملة، عندما كان عمري 30 عاما".

 وأضاف: " قال لي صديق جيد جدا أنني ينبغي أن اشتري دايتونا، لذلك بادلت أنا الـ308 بواحدة زرقاء. التي كانت قد سرقت في جنوب فرنسا عند عودتي من إيطاليا بعد لقائي بانزو فيراري في المصنع في مارانيلو".
 
اثنتان من سياراته الخمس الحالية هما الفيراري المذكورتان آنفا، 250 GT SWB  وMM 166. تم إنتاج GT 250 في يونيو/حزيران عام 1961 وامتلكها بيتشام عام 1984. و تشاسيس 2735، واحدة من أفضل المحركات اليمنى في السيارات ذات قاعدة العجلات القصيرة، وهناك SWBs 250، إلى جانب السيارة التي فاز بها ستيرلينغ موس سباق كأس تورينج 1961 في غودوود.

 وقد تسابق بها أيضا غراهام هيل واينيس أيرلاند. وكان تشاسيس 2735 أكثر سيارات فيراري التي تسابق بها موس، الذي وصفها بأنها "أفضل سيارة GT في العالم".

ويقول: "اشتريت SWB في عام 1984 وأصبحت تدريجيا منغمسا في تاريخ السيارة. وبصرف النظر عن كوني سعيدًا بشكل لا يصدق عندما أقودها، إنها سيارة عظيمة".

 في هذه المرحلة يكشف بيتشام المجلدات الضخمة التي تحتوي على ثمار أبحاثه، التي تحتوي على قصاصات الصحف والوثائق من المصنع، الرسائل، صور السيارة في لومان، والفواتير، ونسخ من يوميات موس، فضلا عن الخلفيات الشاملة المشابهة لـ 166 MM".  ويقول: "إن تاريخ السيارات يثيرني حقا، فوجود سيارة ذات تاريخ يجعلها ممتعة أكثر من ذلك بكثير".

 مجموعة 166 م الرائعة يعود تاريخها إلى عام 1950 واشتراها جياني انييلي جديدة. وكان له دور في تأسيس فيراري كصانع بارز للسيارة الرياضية في العالم بعد الفوز في لومان 24 ساعة، بسباقي ميل وسبا 24 ساعة في عام 1949.

 ويقول بيتشام: "كان انييلي طلب السيارة في سرية تامة، نظرا لأن شراء سيارة فيراري اعتبرت سبة لوريث امبراطورية فيات، ولدي صورة واحدة من انييلي يرتكن فيها ظهره للسيارة ولكن لا يمكنني العثور على واحدة له بجانبها. وبطريقة ما تمكن من إبقاء الأمر سرا".

 وعلى الرغم من سرية ملكية انييلي لإم 166، رآها بيتشام في مجلة تجمع السيارات الناردة في العالم، وبالفعل تواصل معه وطلب منه شراءها، إلا أنه رفض، ولكن بعد وفاة انييلي اكتشف أنه أبلغ ابنته أنه إذا كان عليها بيعها، فلا بد أن تبيعها إليه.

ويعترف: "إنني لا أحب كليشيه (إنه مثل التفضيل بين أطفالك)، ولكن هذه سيارتي المفضلة، لأنها الواحدة التي أستطيع استخدامها أطول". وقد تحدث بيتشام مطولا عن قيادة السيارات العتيقة وليس اقتناءها فقط، فهي توفر لك تلك الخبرة التي لا يمكنك اختبارها مع السيارات الحديثة، حيث يمكنك أن تقود سيارتك إلى أقصى حدود إمكانياتها بسرعة قانونية نسبيا، بخلاف الالكترونيات التي تحصل عليها في السيارات الحديثة. ثم هناك الضجيج، والرائحة وما إلى ذلك.

 وتدعى سياراته سنويا إلى "كرنفالات كونكورز إليغانت"، والتي تعقد هذا العام في قلعة "وندسور" من 2-4 سبتمبر/أيلول. وقد تم وضع 250 SWB و D-type  في العرض في الاحتفالات السابقة.