دمشق ـ سانا
في مجموعة أهازيج البقاء "باقة ورد مزركشة ومنوعة كتبتها الشاعرة عبير حبيب" لشهداء الجيش العربي السوري حيث عبرت من خلالها عن مشاعر نساء سورية اللواتي أرسلن أبناءهن عندما نادى الوطن دفاعا عنه وعشقا لترابه. وتعتبر الشاعرة حبيب أن دماء الشهداء أهم عطاء يتجاوز الغيم والطبيعة فمنه الكرامة والعزة ولولا هذه الأشياء لما كانت سعادة في طعم العيش محرضة من خلال قصائدها على الاستمرار بالشهادة حتى يبقى الوطن دون تدنيس ويبقى العرض شريفا ليس تحت وصاية أحد تقول في قصيدة "أمطرينا يا دماء الشهداء" أمطرينا يا دماء الشهداء...بالتفاني والرؤى والكبرياء واغمرينا يا ألاحين الفداء .. اغمرينا بالثريا والسماء من ينابيع التسامي أشربينا .. سلسبيلا لم يشب حتى بماء. وترى حبيب أن الوحدة الوطنية هي أهم سبيل يجب أن يقوم به الشعب السوري بغية التصدي لخداع ومؤامرات الصهاينة وردعها تمهيدا لإنشاء قوة قادرة على قهر المؤامرات والإحاطة بحق الوطن الذي يهدد خيراته الغرب بإرضاء تطلعات الكيان الصهيوني وتحقيق طموحاته في تمزيق الشرق الأوسط من خلال سورية الدولة المهمة والتي تعتبر حربة في عيون المتآمرين وبعد ذلك يتحقق الأمن ويشرق الامان كما في نشيد "لون واحد".. يا أطياف اللون الواحد... يا أطياف العلم الصامد هبوا لحماية وحدتنا .. هبوا لحماية جنتنا وتعمل الشاعرة في قصائد مجموعتها على استحضار ما تبقى من ضياء لتنسج منها خيوطا تنير ظلام جهل لم يكن بالحسبان محرضة ما تبقى من أصالة في ضمائر العرب معتبرة أن هذا إنذار بالهلاك ما لم يسطع هذا الضوء وتفلت العروبة حصانها ليجتاز هذا الظلام الدامس كما جاء في قصيدة شمس العروبة التي تقول.. جولى على قمم العلا وتألقي.. شمس العروبة واغمرينا وابرقي آن الآوان لتلهبي مشبوبة .. فوق الغياهب بدديها واحرقي ولتسكبي ما شئت فينا من لظى..ولتسقطي ثمر اليباس المطبق. وتراهن حبيب على أصحاب الكلمة الحرة من خلال طرحها لدور الكتاب والإعلاميين في قهر أمريكا في العراق فلا بد لهم من أن يستنفروا أقلامهم في سورية للعمل على استدراك ما يرغبه المستعمرون لأن الكلمة سواء كانت في صحيفة أو كتاب فهي أشد تاثيرا من وقع الرصاصة تقول في قصيدة "أصواتكم" أصواتكم رسمت بسفر المجد سطرا.. وعلى جبين الشمس رشت منه تبرا كلماتكم يا للأحاسيس الغوالي.. حفرت بلب الصخر حسا فاض كبرا وتعمد الشاعرة على اتباع أسلوب الشطرين في كتابة القصيدة معتبرة أن هذا الأسلوب هو أكثر تلاؤما مع الأساليب الوطنية والقومية لما يمتلك من مقدرة على توثيق العلاقة بين النص و المتلقي وبين الحالة ورؤى الشعب حيث تمكنت أيضا من اختيار التفعيلات و البحور الأكثر رشاقة في مواضيع احبتها وأرادت لها أن تمتزج في الموسيقا. يذكر أن الكتاب من منشورات الإدارة السياسية ويقع في 128 صفحة من القطع الكبير.