القاهرة ـ العرب اليوم
أطلق الكاتب الإعلامي والسياسي الفلسطيني نبيل عمرو، في رام الله، كتاباً جديداً عن حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعنوان "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا"، والصادر عن مطبعة دار الشروق للنشر والتوزيع - القاهرة. ويتحدث الفصل الأول من الكتاب الذي يتكون من سبعة فصول في 286 صفحة عن اللقاءات الأولى بين المؤلف والرئيس الراحل عرفات، والتعرف عليه عن قرب، وعن أساليبه القيادية، وتداخله في الجغرافيا الأردنية وخروجه منها، ودور السعودية في سياسات عرفات، ومحور دمشق، عبر خط القاهرة-الرياض، ومن ثم التطرق للثورة الإيرانية ـ كمحطة انتعشت ثم ذوت، والأيام الأخيرة في بيروت.. كأيام طويلة وقاسية. ويتحدث الفصل الثاني، عن جنون الجغرافيا، عبر الانشقاق، ومن ثم الافتراق، ثم في الفصل الثالث، يتوقف عند محطة المؤتمر العام الخامس لحركة فتح، حيث كان المؤلف شاهداً مباشراً فيها. أما الفصل الرابع، فيتناول منشأ العلاقة بين خليل الوزير (أبو جهاد)، وياسر عرفات والعلاقة بين الثلاثي القيادي: سعد صايل (أبو الوليد)، أبو جهاد، وصلاح خلف (أبو إياد). الفصل الخامس، تم تخصيصه، للعلاقات الفلسطينية-الأردنية، وعلاقة ياسر عرفات مع الملك حسين بن طلال، وكذلك علاقته مع الرئيس العراقي صدام حسين، ومع الرؤساء عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك. فيما تناول الفصل السادس، علاقة عرفات مع السوفييت، خاصة مع غورباتشوف. وفي الفصل السابع والأخير، تناول المؤلف، علاقة عرفات ورؤيته للولايات المتحدة، وسياساتها إزاء قضية فلسطين، واصفاً إياها بالكابوس.. وصولاً لإغلاق البيت الأبيض في وجه القيادة الفلسطينية. وقدم عمرو كتابه في ليلة أدبية نقدية، بحضور عدد كبير من الكتاب والأدباء، وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وقيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة. وقال عمرو في معرض حديثه عن كتابه قبيل توقيعه: "إن جنون الجغرافيا هي أحد فصول الكتاب ومن هنا جاء اسم الكتاب، لأن الجغرافيا تعتبر كلمة السر في حياة الشهيد ياسر عرفات". وأضاف أن الجغرافيا هي إما المكان الذي يحصل عليه عرفات، أو مكان يمارس فيه نفوذه، أو مكان يشعر بصعوبة الحصول عليه وهي فلسطين، مشيراً إلى أن عرفات عندما عاد إلى الوطن حصل على الجغرافيا لكن لم يحصل على النفوذ. ورأى أن الجغرافيا جنت على ياسر عرفات، كما جن هو بها وعليها، عندما خسر الجغرافيا الأهم بحياته وهي لبنان، لافتاً إلى أن علاقته مع شخص أبو عمار لم تكن سهلة فهناك اختلاف كبير كان بينهما. وقال عمرو: "بدأت في كتابة هذا الكتاب منذ بدأت العمل مع ياسر عرفات إلى أن استشهد، لكن في عقلي وأذني، إلى أن بدأت بسردها على الورق"، مضيفاً أن الكتابة يجب أن تكون مقنعة لأن الناس لا يحبون المديح المفرط أو الهجاء. ولفت إلى أن جزءا آخر من هذا الكتاب سيطلقه قريباً بعد كتاب "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا" بفترة وجيزة، حيث اقترب من كتابته، يعتبر مكملا لهذا الكتاب. وقدم عدد من الكتاب والأدباء نقدهم ورأيهم في الكتاب، حيث قال الكاتب من أراضي الـ48 نظير مجلي: "نحن أمام عمل مهم جدا في تاريخ القضية الفلسطينية، متجاوزا مسألة التاريخ والقصص ليحكي عن شخصيات مهمة". بدوره، قال الأديب يحيى يخلف إن نبيل عمرو ليس مجرد كاتب أو أديب بل قيادي سياسي، قدم من خلال كتابه ذاكرة التاريخ الشفوي ليصبح توثيقا، حيث وقف في مراحل مفصلية في القضية الفلسطينية عبر الإحاطة بعالم ياسر عرفات وهو بالأمر الصعب. وأضاف أن كل ما يكتب عن عرفات يكتشف أمور جديدة لم يكتب عنها من قبل، حيث استطاع الحفاظ على مكانته لأربعة عقود.