دمشق-سانا
(شاعر الشام خليل مردم) للباحث سيف الدين القنطار كتاب يسلط الضوء على حياة شاعر من أهم الشعراء الذين أنجبتهم دمشق في العصر الحديث وتميز شعره بالحس المرهف والتغني الأخلاق والرقة والعذوبة.
وفي الكتاب أيضاً يبين الباحث أن الشاعر تتلمذ على يد علماء دمشق في مجالس العلم والثقافة ونهل من التراث العربي القديم ومن دواوين كبراء الشعر وكتب الشعر في سن مبكرة وعايش تحولات النضال العربي وتحرر سورية من حكم الأتراك حيث قال بعدها:
لك الهنا بدمشق الشام قد برزت .. تستقبل الجيش في أثوابه القشب
لا زال يخفق في أرباعنا علم .. مربع اللون نفديه بكل أبي
كما عايش الشاعر وفق الكتاب الاحتلال الفرنسي حيث دخل غورو دمشق بعد معركة ميسلون التي استشهد فيها وزير الحربية يوسف العظمة مبيناً تداعيات هذه الحادثة وتصميم السوريين على الكفاح والنضال في شعر مردم.
وفي الكتاب أيضاً يرصد الباحث عدم رضوخ الشاعر للاحتلال الفرنسي وكيفية رصده للثورات ضده من ثورة الشيخ صالح العلي إلى ابراهيم هنانو إلى الغوطة والسويداء وغير ذلك وتخليد البطولات في شعره.
ثم جاء الباحث بحديثه في الكتاب عن محبة الشاعر لدمشق وتسربها إلى شعره لأنها موطن طفولته ومرابع صباه مستشهداً بالكثير من شعره كقوله:
“دمشق ولست بالباغي بديلا .. وعن عهد الأحبة لن أحول”.
ورصد الكتاب أيضاً حكاية النشيد الوطني السوري الذي كتبه مستوحياً كلماته من بسالة حماة الديار وتضحيات الشهداء واعتزازه بربوع الشام حيث فازت قصيدته حماة الديار بالمسابقة التي أعلنت عنها الحكومة السورية بعد أن عرضت على لجان كثيرة فأعلن فارس الخوري آنذاك أن النشيد الوطني سيكون قصيدة حماة الديار في أثناء العرض الذي أقيم احتفالاً بجلاء الاحتلال عام 1946.
وفي الكتاب أيضاً الكثير مما عاشه الشاعر وعايشه وفيه مواطن شعر ومواضيع مختلفة.
يذكر أن كتاب شاعر الشام خليل مردم من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 55 صفحة من القطع المتوسط أما مؤلفه سيف دين القنطار فهو عضو اتحاد كتاب العرب بجمعية البحوث والدراسات من مؤلفاته الأدب العربي والسوري بعد الاستقلال وبدوي الجبل دراسة في حياته وشعره وحكمة السنديان
وأصوات روائية من جبل العرب والصقر الجميل قصص مترجمة عن الروسية وله بحوث ودراسات أخرى في الأدب والفكر والسياسة.