الدار البيضاء ـ المغرب اليوم
تميزت الدورة الأولى لمهرجان أوروبا – الشرق للفيلم الوثائقي والتي اختتمت فاعلياتها الأحد، ونظمتها الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية، بإصدار باكورة منشوراتها وهي كتاب من توقيع رئيس الجمعية الدكتور عبد الله أبو عوض بعنوان " مقدمة في صناعة الفيلم الوثائقي " (2013) . جاء في التقديم الذي خص به الصحافي وكاتب سيناريوهات الأفلام الوثائقية عبد الله الدامون هذا الإصدار الأول من منشورات الجمعية المذكورة، أن كتاب" مقدمة في صناعة الفيلم الوثائقي " يقدم رصدا دقيقا لنشوء وتطور هذا الفن السينمائي بالغ الأهمية، والذي تحول من مجرد راصد للأحداث وشاهد على الواقع، إلى فن سينمائي كامل الأوصاف، فمن المحور الأول حول نشوء وسمات ومعايير الفيلم الوثائقي، مرورا بالسيناريو وأشكاله ووظائفه، ثم قواعد التصوير والمونتاج، يقدم الكتاب الأصول المتراصة للفيلم الوثائقي بقواعده العامة ، وبذلك استحق أن يكون وثيقة سينمائية حقيقية وجب أن تتوفر بين أيدي كل دارسي وعشاق السينما عموما، والفيلم الوثائقي خصوصا. لا يكتفي هذا الكتاب القيم برصد تاريخ ونشوء ومميزات الفيلم الوثائقي، بل يقدم قراءة استقرائية متينة لتفاصيل دقيقة لهدا الفن السينمائي الذي ظل يتربع على هرم الفن السابع لأنه يجمع ما تفرق في غيره. كتاب "مقدمة في صناعة الفيلم الوثائقي " هو إذن الهدية الأجمل في مهرجان " أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي " ، في نسخته الأولى في أصيلة " . وفي الصفحة 14 من مقدمة الكتاب كتب مؤلفه ما يلي : " جاء هذا الكتاب كدراسة علمية تضع الخطوط العريضة في معرفة المقومات الأولى والمرتكزات الأساسية في خوض غمار الأفلام الوثائقية، بالنسبة للمهتمين بعالم السينما، وللباحثين الأكاديميين المهتمين بصناعة الصورة . اعتمدت في تقسيمه بما يتوافق والخطوات المنهجية، من خلال الوقوف على الأسس العامة المرتبطة بمفهوم الفيلم الوثائقي، ثم الانتقال إلى معرفة القواعد الكبرى في التعامل مع الصورة السينمائية الوثائقية، من حيث محور السيناريو وأشكاله، واللقطة وأنواعها، والمونتاج ومتعلقاته ، والتعليق وضوابطه، والمقابلة وفنياتها، وفن الكتابة للصورة ... وغيرها من المحاور الفرعية التي تساهم في تشجيع المعنيين ايجابا لولوج عالم تصوير الواقع أو نقله أو معالجته بممارسة خلاقة" . تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب السينمائي المغربي الجديد، 159 صفحة من الحجم المتوسط، قد تم الاحتفاء به صباح الجمعة 25 تشرين الأول الجاري بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، في إطار فعاليات اليوم الثالث من أيام مهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة، بحضور لفيف من السينمائيين والمثقفين والفنانين والصحافيين والنقاد والطلبة والمهتمين عموما ، وقبل توقيع المؤلف لنسخ منه قدم الباحث السينمائي الدكتور حميد العيدوني شهادة في حق الكتاب وصاحبه معتبرا هذا الإصدار الجديد بمثابة ثمرة من ثمرات مسلك الدراسات السينمائية (ماستر الفيلم الوثائقي) بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وهو المسلك الذي يعتبر الدكتور عبد الله أبو عوض من المساهمين الأساسيين في تأطير طلبته إلى جانب مؤطرين آخرين كالمبدع الجيلالي فرحاتي والمنتج جمال السويسي وغيرهما، فالمؤلف حاول من خلال هذا الكتاب التوفيق بين عالم السينما والعالم الأكاديمي، وما أحوجنا إلى مثل هذا التوفيق.