أبو ظبي ـ العرب اليوم
صدرت عن مشروع (كلمة) للترجمة في ابو ظبي الترجمة العربية لرواية (العاجز) للكاتب الكردي صلاح الدين بولوت من ترجمة الشاعر السوري مروان علي. ولد صلاح الدين بولوت سنة 1954 في قرية ديريك على أطراف مدينة ماردين التاريخية المعروفة ، درس التربية في جامعة ماردين وعمل في مجال التعليم لسنتين في القرى التابعة لقضاء ماردين، اعتقل بسبب نشاطه السياسي سنة 1981 بعد الانقلاب العسكري في تركيا سنة 1980، لمدة ثماني سنوات قضاها في سجن دياربكر العسكري، بعد إطلاق سراحه سنة 1989 دأب على نشر أعماله الأدبية التي لفتت الأنظار إليها لجرأتها في نبش الواقع الكردي في تركيا. من أهم أعماله ‘الجنة الخرساء’ مجموعة قصصية 2006 وهذه الرواية ‘العاجز′ التي قدمته وبقوة إلى المشهد الروائي والقصصي الكردي، وترجمت فور صدورها إلى اللغة التركية. تنهض ملاحقة أثر السجن، وإدانة القمع، والتطلع إلى الحرية، كأهداف بالغة الوضوح في هذه الرواية القصيرة التي تنضاف إلى منجز أدب السجون الذي قدم أمثلة بارزة عن تمظهرات العنف السلطوي ضد الرغبة الإنسانية في الانعتاق من الشرط القاسي المفروض على بعض المجموعات العرقية والاجتماعية والسياسية . ما يميز هذه الرواية، تحديداً، مقاربتها الشفيفة للشخصية من الداخل، عبر إبرازها لضعف بطل الرواية وعجزه، جراء التعذيب الرهيب الذي تعرض له في المعتقل، وأثر ذلك كله على دوره، وقد أفضى به المآل إلى العزلة والضياع وفقدان الذاكرة، وكذلك على المحيط العام أيضاً، حيث التهميش، وفقدان الحب، والهجرة. وهي أثمان تدفعها البلدان جراء إقصاء الآخر، والتنكر لحرياته، وعدم الاعتراف بحقوق الإنسان الأساسية. (أدار زيهات ظهره للمرأة، لبس ثيابه وخرج، توقف دماغه، لم يكن يعرف ماذا سيفعل، وأين سيذهب. لم تكن لديه الرغبة لا في الموت ولا في الحياة، دخل زقاقاً ومنه إلى زقاق آخر وهكذا فقد ذاكرته. وضاع …).