تصدر دار "نهضة مصر" رواية "كفر العبيط" للصحافي والروائي أسامة الشاذلى خلال فعاليات معرض الكتاب الدولى 2013، وتدور الرواية عن تأثير الحكم العسكرى على الحياة المدنية من خلال قرية خيالية تقع على أطراف الدلتا فى مصر، يقرر الجيش انتزاع بعض أراضيها إنشاء وحدة عسكرية بجوارها، ونتيجة لأعمال مقاومة الأهالى ورفضهم الاستغناء عن أراضيهم، يقوم الجيش بعزل القرية وحكمها عسكريا. ويرصد الكاتب من خلال جو من الفانتازيا التحولات التى تطرأ على القرية من خلال إصابة أهلها بعمى الألوان، وكذلك الضعف الجنسى، وبعض الأشياء التى تشير إلى التحول الذى يصيب المدنيين جراء الحكم العسكرى. كذلك يرصد الكاتب من خلال خبرته كضابط سابق فى القوات المسلحة، الحياة العسكرية، وطريقة اختلاطها بالحياة المدنية، وسيرة أحد القادة المعروفين. وتبدأ الرواية بوصف مجتمع القرية فى الفصل الأول، وفى الفصل الثانى تتعرض لوصف الحياة العسكرية داخل الوحدات، بينما فى الفصل الثالث يصدر القرار العسكرى بالاستيلاء على أرض القرية لصالح المنشأة العسكرية، ويبدأ الجيش التحرك لتأمين الأرض وتعويض الملاك بمساعدة نخبة الملاك فى القرية والمنطقة المحيطة. ويرصد الفصل الرابع فى الرواية الاشتباكات بين قوة من الجيش وأهل القرية، وبداية تنظيم عمليات المقاومة، ومحاولة شيوخ موالين للسلطة التأثير على أهل القرية عبر المنابر. ويتناول الفصل الخامس والأخير التحولات التى تشهدها القرية وأهلها فى طابع فانتازى صريح يضم "عمى ألوان"، يشير لاختفاء البهجة من الحياة وعجز جنسى يشير إلى انتشار الكبت ثم اختفاء القنوات الفضائية، وحالة من الخرس تصيب شيخا أزهريا هو الوحيد الذى يمثل صوت الدين المعتدل فى القرية فى مقابل شيخ آخر تابع للسلطة. وتنتهى الرواية برحيل قوات الجيش عن القرية تاركة آثار الحكم العسكرى التى تتلاشى مع الزمن، وتتحول لأسطورة، وتنتمى الرواية لمدرسة الواقعية السحرية. يذكر أن رواية "كفر العبيط" قد حصلت على منحة صندوق التنمية العربى "آفاق"، وهى الراوية الثالثة لأسامة الشاذلى بعد "سيد الأحلام" 2009، و"قهوة الحرية" 2010.