عمان ـ بترا
صدر عن مجلة دبي الثقافية كتاب (مختارات من قصائد جلال الدين الرومي) الذي ترجمه العراقي تحسين عبد الجبار اسماعيل عن كتاب صادر باللغة الانكليزية يحمل عنوان (رومي الشعر والصوفية) لمؤلفه رينولد ريكنسون. يقول اسماعيل في استهلال الكتاب ان قصائد جلال الدين بهاء الدين الرومي تعبر عن شفافية الثقافة الاسلامية مثلما اسهمت في تأسيس اهم ملامح الصوفية في العالم الاسلامي. ويضيف انه في الاعوام الاخيرة من القرن الفائت ازداد الوعي والاهتمام باشعار ابن الرومي وخصوصا في ادبيات الثقافة الاميركية والاوروبية والتركية والعربية، حيث جرى ترجمة الكثير من اشعاره الى عدة لغات وتوظيف نصوصها في اعمال موسيقية وابداعية متنوعة لما تحمله من مشاعل روحانية وفكر نير . اختار مترجم الكتاب ما يدعو الى التقيد بالنص دون تأويل وان تكون الترجمة نثرا كما يفعل غالبية مترجمي نصوص الشعر العالمي على الرغم من صعوبة ترجمة الشعر من الانكليزية الى العربية نظرا لصعوبة علم العروض العربي وترويضه ليستوعب النصوص المترجمة . تتوازى كتابات ابن الرومي مع موروث قامات ادبية عالمية سعت الى استكشاف اسرار السلوك البشري وافعاله الخيّر منها والشرير وهي تنحو بافراط لرحلة الروح عائدة الى الله . يحفل الكتاب بتلك النصوص المعنونة وهي تناجي الخالق لتداوي الارواح وتبحث في الحب الخالص والمصائر الوجودية والمعجزات غير المرئية . من بين عناوين تلك النصوص: البراءة في الاشياء الشريرة، الحاجة للضد، نسبية الشر، الحقيقة والظهور، التقاليد والحدس، روح الكون، الروح الصاعدة،النضوج هو الكل،فوائد المحن، وسواها كثير . يشار الى ان الرومي مواليد العام 1207 في خراسان وتوفي العام 1273 في قونيا بجنوب تركيا وهو صاحب موروث واسع من النصوص والقصائد والحكم والرسائل والاراء والافكار العميقة المضامين مثل: ملحمته البديعة (مثنوى)، و(الديوان الكبير) وفيهما قصائد روحانية ورومانسية وغنائية صوفية ثرية باساليب العشق الالهي والحب الانساني النبيل في رحلة البحث عن شمس الحقيقة.