باريس ـ وكالات
"13 حول المائدة"، عنوان مسرحية كوميدية فرنسية كتبها الروائي مارك جيلبير سوفاجون في خمسينات القرن العشرين، ولاقت نجاحًا جماهيريًا في باريس، ما سمح لها الاستمرار من دون انقطاع عشرين سنة متواصلة، حالها حال بعض المسرحيات في لندن لا سيما "مصيدة الفئران" لأغاثا كريستي التي تعرض منذ أكثر من نصف قرن، أو "شبح الأوبرا" الموسيقية الاستعراضية. فكر النجم الكوميدي بيار بالماد في إعادة تقديم هذا النص، ولكن بعد إعادة كتابة بعض مواقفه بحيث تتفق مع عقلية الألفية الثالثة، وتراعي تطورات العصر. كما غيّر هوية الشخصية الرئيسة من امرأة إلى رجل عازب وحيد، وأسند دوره إلى الكوميدي جان لودوك الذي بنى لنفسه شعبية واسعة في دور طباخ غريب التصرفات في المسلسل التلفزيوني الكوميدي "المطعم الكبير". أخرج بالماد بنفسه النسخة الجديدة من المسرحية التي تعرض بنجاح على خشبة مسرح "سان جورج" الباريسي حيث يكتشفها الجيل الجديد من المشاهدين، بينما يتلذذ من يعرفها أساسًا بمشاهدتها في حلة حديثة لا علاقة لها بالأصلية وإن كانت تراعي المواقف والعبارات الفكاهية التي سببت رواجها في أول الأمر. تروي المسرحية بنصها الأصلي موقفًا معقدًا تعيشه امرأة خمسينية تقيم حفلة عشاء تدعو إليها أقرب المقربين إليها من أهل وأصدقاء، وتستعد في اليوم الموعود لاستقبال ضيوفها ولكنها تلاحظ فجأة أن عددهم بعدما اعتذر أحدهم في آخر لحظة سيكون 13، وهو شيء لا تقدر على تحمله، لإيمانها بأن هذا الرقم يجلب الشؤم، خصوصًا في حالة وجود 13 فردًا حول مائدة عشاء. وانطلاقًا من هذه الحبكة البسيطة، بنى سوفاجون سلسلة مواقف كوميدية ساخرة تتلخص في كون صاحبة الشأن ستبحث عن طريقة لتعديل الرقم المنحوس سواء بالتخلص من ضيف آخر أو العثور على شخص إضافي. وما يحدث هو أنها كلما نجحت في محاولتها يتغير الوضع مرة جديدة وينتهي المطاف مثلما بدأ أي بوجود 13 ضيفًا حول المائدة. ويرى نقاد مسرحيون أن بيار بالماد أخطأ في ما فعله، حين بادر وبجرأة إلى إجراء تعديلات على نص صار مع مرور السنوات من أشهر مسرحيات الـ "ريبرتوار" الكوميدي الفرنسي، وذلك لم يمنع مسرح "سان جورج" من الإعلان أن التذاكر الخاصة بصالته الكبيرة (498 مقعدًا) التي تعرض فيها المسرحية، قد بيعت حتى منتصف كانون الثاني (يناير) 2013. وثمة أسباب عدّة لذلك أهمها أن الجمهور يضحك كثيرًا أمام تصرفات جان لودوك والفرقة المحيطة به، وعلى رأسها الممثلة الإسبانبة الجذور تيريزيا أوفيديو في دور امرأة أميركية جنوبية شاركت في ثورة وطنية ولا يفارقها مسدسها الشخصي. أتت أوفيديو إلى باريس من أجل الانتقام من حبيب فرنسي أوقعها في حبه حي كان يقيم في بلدها ثم غادرها وعاد إلى فرنسا، وهو يعد من ضيوف السهرة الـ 13، فإذا اغتالته العاشقة الثورية نزل العدد إلى 12 الأمر الذي يحبذه بشدة صاحب الدعوة. ومن نجوم المسرحية يان بابان وبنجامان غوتييه وكريستوف كانار وكاميل كوتان.