بدعوة من مسرح مونو، يحيي الثنائي فيربي باهكينن وأوسكار لاندستروم حفلتين راقصتين بعنوان scarabée (خنفساء)، الثامنة والنصف من أمسيتي 5 و6 نيسان/ أبريل المقبل. العرض الراقص هذا قدّم للمرة الأولى عالميا في مهرجان هلسنكي في آب/ أغسطس الماضي، وقد صممت رقصاته فيربي باهكينن وشاركها في الرقص أوسكار لاندستروم. "الخنفساء" حشرة وضيعة نصادفها في البراري من دون أن تلفت انتباهنا، لكنها كانت ذات مكانة كبيرة في المعتقدات الفرعونية القديمة، الى حد أن قدامى المصريين رفعوها الى مراتب الآلهة وقدّسوها باعتبارها خير معبّر عن القدرة الإلهية. اتخذوها رمز الولادة والإنبعاث، ومصدر أمل وتفاؤل، وتعويذة تقي الشر، ومبشرة تنبئ بحوادث سعيدة، وصاغوها قلادات ذهبية علقوها في أعناقهم أو دفنوها مع جثث موتاهم فكانت حارسة مومياءاتهم. حفر شكلها على جدران المعابد والنواويس، ورسمت صورتها على أوراق البردى وصنعت منها منحوتات حجرية بدقة متناهية، باعتبارها الرفيقة الدائمة للمصري القديم في حله وترحاله. وكان لا بد لمن أراد فهم الديانة الفرعونية القديمة والتعمق فيها من إدراك الدلالات الرمزية للخنفساء. فيربي التي تعد اليوم من بين أشهر الراقصات السكندينافيات، درست الموسيقى الكلاسيكية قبل أن تنصرف كليا الى الرقص. عاشت مراهقتها في فنلندا ومارست الرقص الفني على الجليد "حين تكون البحيرة مجلدة أرقص وحيدة ليلا على ضوء القمر... البحيرة تكون ذات سواد لامع. البرد شديد لكن الجو سحري، عندها أكون على سجيتي في هذا الكون الفسيح". ومع ذلك انفتحت على رقصات من العالم وخصوصا من الشرق، اندونيسيا والهند، ربما لأن جدها زار الهند، واحتفظ بجزء من السنسكريتية في أعماقه وما رقصها سوى طريقة تعبر بها تلك الجينات عن رغبة مكتومة حبستها طويلا في خريطتها الوراثية. على هذه الخلفية جاء تصميم هذا العرض الراقص الذي جمع بين اليوغا وتقنيات الرقص المعاصر، فترتفع خطواتها كأنها ابتهال صوفي يجمع السماء بالأرض والحياة بالموت. أما رأسها الحليق فهو أيضا من بين ما يميزها. تروي عنه طرفة فتذكر أنه في نهاية إحدى حفلاتها في هيوستن، تكساس، تقدم منها أحد الحضور وسألها: "هل أنت من كوكب آخر؟".