رائعة "الجزائر حريتي"

أبهرت رائعة "الجزائر حريتي.. ذاكرة وحقيقة" للباليه الوطني جمهور الزيبان الذي عايش بشغف هذا العرض الكوريغرافي على ركح قاعة سينما "الزعاطشة" ببسكرة، حسبما لوحظ.
واستمتع الجهور المتوافد على فضاء العرض من الجنسين خاصة من شريحة الشباب بتفاصيل هذا العمل الإبداعي الذي عكس محطات من ثورة التحرير الوطنية 1954-1962 بما في ذلك لحظة مغادرة الطلبة لمقاعد الدراسة والالتحاق بصفوف الثورة حيث تم تجسيد هذا الموقف من خلال شخصية الشهيد طالب عبد الرحمان 1930-1958 الذي لعب دوره الفنان سفيان دريسي.
وارتسمت ضمن هذا العرض الكوريغرافي الذي امتد على مساحة زمنية قاربت ساعة وربع وقائع حقيقية راسخة بالذاكرة منها اندلاع الكفاح المسلح وانخراط الطلبة في الثورة وتجند الاستعمار بالآلة الجهنية دون جدوى لكبح الثورة الى غاية استرجاع السيادة الوطنية ورفرفة راية الحرية في سماء الجزائر.
وتخللت الوقائع المتوالية على الركح ومضات تعبيرية ذات إيحاءات كانت بمثابة قيمة مضافة للموضوع من ذلك حزم الانسان الجزائري في رفض الاستبداد والتعلق الأبدي بالحرية مهما كان الثمن الى درجة حمل السلاح في وجه المحتل وتمادي هذا الأخير في البطش بأبناء الجزائر انطلاقا من الزج بهم في السجون والإعدامات.
وتألق أعضاء الباليه الوطني بكل اقتدار في ترجمة تلك المقاربات المستوحاة من تاريخ الجزائر الحديث الى الحضور بواسطة تعابير الجسد والرقص المتناغمة معا دون إغفال الارتكاز على دعائم ومؤثرات متعددة كالصوت والألوان والموسيقى والإضاءة والديكور والأزياء.
وفي خضم أجواء مفعمة بالوطنية لاسيما استذكار بطولات الشبيبة في تلك المرحلة تردد حناجر الفرقة النشيد الوطني يتلوه التلويح بالأعلام الوطنية تحت تصفيقات الجمهور ويتم وضع الستار إيذانا بنهاية العمل الفني.
ويندرج تقديم هذا العرض الكوريغرافي ببسكرة ضمن برنامج للباليه الوطني عبر ولايات الوطن مثلما أوضحته ل"وأج" رئيسة القسم الفني والتقني للباليه الوطني الآنسة صبرينة ناتوري.