احتضن مسرح الدسمة  مساء الأربعاء، العرض البحريني «اشعل مصباحك» ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الطفل العربي للمسرح، وذلك وسط حضور غفير من الجمهور وبعض المهتمين في المسرح كان في مقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة وبعض الفنانين. ورغم الجهد المبذول من قبل القائمين على «اشعل مصباحك» إلا أنها لم تأتِ بجديد أو مختلف عما عرض خلال المهرجان في مناقشة موضوع الصداقة وطرحه باستفاضة، كما أن العرض كان متوقعاً أن يحمل إبهاراً مسرحياً أكثر مما ظهر عليه، لا سيما أنه يقدم للأطفال ويفترض أن تكون أدوات التقديم برّاقة وأكثر توهّجاً في الألوان والغناء والموسيقى والأزياء والسينوغرافيا وغيرها. تدور قصة المسرحية حول أربع قصص بطلها الطفل مشعل وشخصية «بوبشير» الذي يأخذ «كراكتر» الحشرة غير الضارة ويتفاءل بها كل من يراها تطير بالقرب منه، ثم يركز في البداية على أهمية الصداقة، وفي جزء آخر على « هذا ليس من واجبي» عندما لايتعاون الجيران على عدم إطفاء حريق، وكذلك استفراد الفأر بكل الشخصيات التي ظهرت في شكل سلة الخضار نتيجة عدم تعاونها، ثم يختتم العرض بفائدة الاعتذار والتقدير. منذ الوهلة الأولى للعرض يظهر جلياً أن فكرة القصة الأولى مكررة، إلى أن نكتشف أن الرؤية في المشاهد الرئيسية الأربعة مكرّرة وكان من شأنها أن تنسف العرض، فقضية الصداقة تقترب تماماً من عدم تعاون الجيران من أجل إطفاء الحريق وعدم مساعدة بعضهم البعض، كما أن المشهد الأكثر حيوية في المسرحية، وهو مشهد المطبخ وتحويل الخضراوات إلى شخصيات من العرائس، غلب عليه أيضاً عدم التعاون بين الخضراوات، وبعضها ما جعل الفأر في المطبخ يستفرد بها ويأكلها إلى أن وصل إلى الفلفل الحار والبصل فلم يستطع بسب طبيعة هذين النوعين من الخضار. وكان بإمكان الكاتب والمخرج أن يختصرا العرض ويطورانه حتى يكون أكثر حيوية، كما أن الاستعراض والرقصات بهذا الشكل الذي حدث لم تكن ملائمة على الإطلاق ولم يعرف المتلقي لماذا تم إقحامها في العرض. لكن في المقابل كان الكاتب ذكيا حين استخدم أسلوب القصص القصيرة والمتعددة لخلق حالة من التشويق لدى الطفل لاسيما في مشهد دخول الطفل مشعل إلى الكتاب وهي فكرة من شأنها أن تجعل هناك ترابطا بين الطفل والكتاب، كما برع الطفل محمد العطاوي في تجسيد شخصية «مشعل» واستطاع أن يتعامل مع الخشبة بشكل جيد وانتقل بين المشاهد بشكل متميز كذلك تم توظيف الموسيقى بشكل جيد برغم قلة الغناء وكانت المفتاح الحقيقي لكل قصة تُحكى على الخشبة، بل إن الليونة التي ظهر فيها فريق الاستعراض هي من كسرت الرتابة في العرض رغم أن وجودها ليس له تبرير فني لكنها كثيراً ما كانت تشكل نوعاً من البهجة لدى الصغار. تبقى هذه التجربة بحاجة إلى عملية تطوير من أجل أن تكون الرؤية الدرامية أكثر عمقاً والكوميديا أكثر ثراء، ورغم كل ذلك تظل تجربة مفيدة قدمتها مجموعة من الشباب وضعوا جهدهم ورؤيتهم فيها من أجل أن يعلنوا عن أنفسهم على الخشبة، فهم ينشدون إلى التميز، والمهرجان فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والتعلم من أجل أن نسير جميعاً في الطريق الصحيح.