عاد المخرج التونسي وليد الدغسني إلى الجزائر مرة أخرى ولكن بعمل مسرحي جديد بعنوان "التفاف" بعد مشاركته الأولى العام الماضي في مسرحية "انفلات" في المهرجان الدولي للمسرح الذي احتضنته مدينة بجاية "شرق الجزائر ". ويصور العرض المسرحي "التفاف" الذي يشارك في الطبعة الثامنة للمهرجان الجزائري للمسرح المحترف ضمن العروض خارج المنافسة،  مواصلة الشعب التونسي في سيره الدؤوب إلى حياة كريمة، ونضاله رغم نكسات ما بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير، من أجل تحقيق مطالب العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ففي أجواء عاصفة "بين الترقب والخوف تولد حكايات تلقائية أفرزها الواقع العبثي، الذي تعيشه الشخصيات فتكشف عن حاضر نفسي واجتماعي مرير يظهر حالة الهلع ممّا هو قادم وعدم الرضا بالحاضر الغامض".  وتنطلق الأحداث بحوار مضطرب بين رجل وامرأة عن الطوفان القادم تمزجه من حين لآخر بعض الأشعار، ثم يتنقل الحديث بين حياتهما الخاصة وعلاقتهما بما يحيط بهما من أحداث مربكة فيتناولان مسألة الديمقراطية في العالم ونسبيتها وكيف أنها تفتقد للعدالة في أحيان كثيرة وتكون حيث يكون الظلم مولدا للثورات. عالج هذا العمل المسرحي، المحاسبة والظلم السياسي والوشاة والانتهاكات السياسية والاعتصامات وسلبية الشعب أحيانا. تناول هذا العمل كل ما يحيل الحياة إلى مرادف للموت، وفي مقدمة أسباب الموت تأتي مصادرة الحريات، والكبت الذي يعيشه شباب تونس نتيجة تنميط حياتهم وفق ما يخدم مصالح الطبقة الحاكمة، التي تبتز جيوب الأغنياء والفقراء على حد السواء. والتنميط كذلك يشمل الجانب الديني، حين يسعى المتطرفون الدينيون إلى خلق قالب معين يسعون إلى فرضه على الجميع. أداء الممثلين كان قويا في بعض مفاصل العرض، رغم التهريج غير المبرر أحيانا على مستوى الحركة، والتي أرجعها بعض النقاد إلى ميزة مسرحية تونسية، وقد سبق أن تم عرض مسرحيات تونسية بالطريقة نفسها.