حمل رابع عروض المهرجان الأكاديمي الثالث «المنديل»للمخرج أحمد العوضي الذي أعد قصتها اقتباساً عن مسرحية «عطيل» للكاتب الإنكليزي «وليم شكسبير» - لسمات إنسانية عن الحب والغيرة والعاطفة. فمن خلال المسرحية، تبدو المأساة التي يتعرض لها «عطيل» وزوجته «ديدمونة» على يد «ياغو» الشرير الذي يُحيك مؤامرته وينصب شباكها ببراعة فيزرع الشك في عقل «عطيل» الذي يشتعل قلبه من الغيرة ويقرر قتل «ديدمونة» بحبل يشبه «منديل»، ذلك المنديل الذي كان هديته لها والذي استطاع «ياغو» أخذه منها واستغلاله ضدها كدليل ليثبت خيانتها، فيتحول منديل الحب إلى منديل الموت، وبعدما يكتشف «عطيل» المؤامرة يقرر الانتحار ليأتي مشهد الختام وهو يلاقي حبيبته مجدداً ولكن في عالم آخر. المخرج العوضي يدعو من خلال «المنديل» إلى التفكير من خلال التناقض الذي حدث في القرارات عندما تمهل عطيل وفكر لكن بعد فوات الأوان، واستطاع العوضي استغلال أدواته ببراعة ومهارة تحسب له، خصوصاً أنه طالب في الفرقة الرابعة، وتأتي مشاركته الثالثة بعد تراكم تجارب في الدورتين السابقتين، فأحسن اختياره لعناصر فريقه الذين يجمعهم التجانس الكبير وترك أثره على أدائهم المنضبط والذي جاء بعيداً عن المبالغة والمغالاة. وجاءت الإضاءة التي قدمها عبد الله النصار كركن أساسي في وصول رسالة المخرج وخدم رؤيته، رغم أن التعتيم هو الغالب على العرض. كما كانت الأزياء التي تولى تصميمها أحمد العوضي للإشارة إلى طبائع وحقيقة شخصياته فاللون الأخضر الذي غلب على ملابس ديدمونة كان إسقاطاً على براءتها. ووفق العوضي كذلك في الاستعراضات التي جاءت في محلها وقدمها بتشكيلات أظهرت الكثير من المرونة للمشاركين وأنهم أمضوا وقتاً في التدريب. ورغم استخدامه لثلاثة أبعاد في العرض من خلال تقديم أجزاء تحت الخشبة وبين صفوف الجمهور، ومرة على خشبة المسرح، ومرة أخرى كانت بعد الستار، فإن ما قدم متعة بصرية وكسر حاجز المركزية. «المنديل» حمل الكثير من الآمال المبشرة لفريق العمل الذي أظهر الكثير من الجدية والقدرات التي أحسنوا توظيفها، وابتعد مخرج العمل عن «استعراض العضلات» كما تحاشى «المطّ»، وربما لو منح فرصة أخرى لإعادة تقديم عرضه على نطاق أوسع وبميزانية أكبر من 300 دينار المخصصة للعرض فقد تكون النتائج أفضل.