السلق

تشهد أرياف مدينة السويداء بعد مواسم الأمطار الخيرة، ما يعرف بـ"السلق"، ويخرج العديد من الأفراد والعائلات إلى الأراضي والسهول، لجني النباتات والحشائش البرية المفيدة، التي تتزين بها الأرض إثر الأمطار.

وتتعدد أصناف النباتات البرية في موسم السلق في السويداء، والتي تجنى خلال شهري آذار/مارس الجاري، ونيسان/إبريل المقبل، من العكوب والهندباء والمش والدردار وقرص العنا والرشاد والخبيزة والقراص واللوف وغيرها من النباتات، التي يعتبرها الأهالي منذ القدم مصدرًا للغذاء الطبيعي الصحي والسليم بدلًا من المنتجات الصناعية.
وتستخدم هذه النباتات يستخدم كغذاء وعلاج ممتاز ومعترف به بين الأطباء في علاج الكبد الضماد بها، ينفع للخفقان وأورام العين الحارة، وهي صالحة للمعدة والكبد الملتهبتين، وتسكين الغثيان وهيجان الصفراء، وتقوي المعدة، فالهندباء تنفع في معالجة الكبد وتنشيط إفرازاته وإفرازات الصفراء، وإذا أضيف الثوم إلى الهندباء فإنها تصلح للمصابين بعسر الهضم وتستعمل كمدر للبول .

وكانت المواسم تؤكد علاقة الأهالي في المنطقة بأرضهم وارتباطهم بها، وحبهم للطبيعة المعطاءة، حيث يجد الكثير من المواطنين فيها فرصة للتسلية والمتعة، والحصول على نباتات طبيعية مفيدة تدعم موائدهم، ويستفيد البعض منها لبيع ما يجنونه من الأرض، لتحقيق دخل مادي يعينهم على مواجهة أعباء الحياة إضافة إلى فوائده الاستشفائية، ولا سيما في الظروف الجارية والأيام الصعبة، وتعين الإنسان على قضاء حاجة يومه من الطعام الصحي، بعد الأمطار التي شهدتها المحافظة.