أجهزة التدفئة في سوق الحاميز

تشهد تجارة الأجهزة الكهرومنزلية ازدهارا كبيرا في مطلع هذا الفصل الذي ينم عن شتاء قارس سيما بأهم سوق لهذا النوع من الأجهزة بالحاميز (العاصمة) حيث يجد الزبون الراغب في اقتناء جهاز تدفئة بالغاز الطبيعي نفسه في حيرة من أمره عند محاولة الاختيار  سيما مع اكتساح المنتوجات الصينية لهذه السوق.

في حديثه عن سوق الحاميز للأجهزة الكهرومنزلية و قطع الغيار المحاذيةللطريق السيار شرق-غرب و المنطقة السكنية الحضرية الجديدة لباب الزوار  اعتبر عليالكثير التردد على هذه السوق بحثا عن "فرصة لا تفوت"  قائلا "هنا كل يجد ضالته إذ توجد البضائع من صنع صيني و ألماني و تركي و جزائري  يكفي فقد تحديد النوعية الجيدة للمنتوج ونجاعته وأمنه".

وفضل زوج كان متواجدا بعين المكان لاقتناء مدفئة بالغاز الطبيعي استشارة عمال أحد محلات الأجهزة الكهرومنزلية والأخذ بنصيحته مركزين أساسا على معايير النجاعة و قال الزوج "لديا شقة بثلاثة غرف و أريد مدفئة ناجعة تكفيني برد الشتاء".

بعد استشارة وجيزة وقع اختيار الزوج على جهاز من صنع صيني بسعر18.000 دج وعند مدخل المحل حيث عرضت الأجهزة المصنوعة محليا من قبل المؤسسات العمومية و الخاصة بدت أسعار هذه الأخيرة باهضة بعض الشيء مقارنة بتلك المصنوعة بالصين  بمعدل تراوح في حدود 22.500 بالنسبة لجهاز من حجم كبير.

وأوضح مسير أحد المحلات التي تعرض أجهزة تدفئة مصنوعة محليا  سيما من طرف المؤسسات الوطنية العمومية "سوناريك" و "اينيام" أو الخاصة الكائن مقرها ببرج بوعريريج و سطيف و وهران و تبسة  أنه "من المعروف أن الأجهزة المصنوعة في الصين مقترحة بأسعار جد تنافسية".

وحسب مسيري أحد المحلات المختصة في إعادة بيع المدافئ بالجملة و الذي يعرض أمام محله أجهزة صنعت بمختلف المدن الجزائرية أن "الانتاج الوطني لأجهزة التدفئة بالغاز عرف تقدما معتبرا و هناك أنواع مختلفة مقترحة بحجم كبير و صغير".

إلى جانب مدافئ الغاز  هناك أيضا المدافئ الكهربائية التي تشتغل بتسخين الزيت في كل الأحجام الممكنة. وتختلف أسعارها وفقا لموردها محلي بفارق سعر يقارب 5000 دج بالنسبة للأنواع التي يقترحها مجمع جزائري خاص  أو في الصين أو بعض الدول الأوروبية.

امبراطورية الوسط حاضرة بقوة في سوق الحاميز

سرعان ما يلاحظ الزائر أو الزبون الذي يبحث عن منتوج ذو نوعية الكم الهائل للأجهزة الواردة من امبراطورية الوسط المقترحة بأسعار جد تنافسية بالنسبة للأجهزة الجزائرية حيث يباع منتوج "كوندور" لبرج بوعريريج بسعر أقل من جهاز مماثل للمجمع الصيني سوناشي أي ب 5000 للمدفئة الكهربائية التي تشتغل بتسخين الزيت.

وحسب أحد زائري هذه السوق التي تعد متاهة لغير مرتاديها "هنا  أصل المواد هو آخر هم المشترين و البائعين  إذ يعتبر المكان في حد ذاته بؤرة للتقليد".

وتحمل علب تغليف المواد الكهرومنزلية بوضوح عبارة "مستورد من الصين".

لكن لا يتردد بعض الباعة و المستوردين في غش الزبون بالصاق بطاقة أخرى كتب عليها "صنع بالجزائر" على البطاقة الأصلية.

وبطبيعة الحال من المستحيل انتزاع أي اعتراف من البائع حول الأصل الحقيقي لهذه السلع. و يتعجب البعض الذين تقربت منهم وأج من السؤال و يجيبون "أنتم على معرفة جيدة بالسوق".

وأمام اغراق المواد الصينية للسوق المحلية للأدوات الكهرومنزلية و "منافستها الحادة للمنتوج الوطني"  هناك اليوم أجهزة تدفئة من صنع ايراني بعلامة "نيكالا" التي ولجت السوق الجزائرية منذ نحو سنتين  حسب مختصين في الأدوات الكهرومنزلية الموجهة للجمهور العريض.

وفيما يخص أمن و نجاعة أجهزة التدفئة  فان التلفزيون يبقى مصدر معلومات الكثير من الباعة.

واعتبر أحد أصحاب المحلات الذي أكد على "جودة أجهزته المضمونة" أنه "غالبا ما يتم التطرق إلى المشاكل المرتبطة بأمن هذه الأجهزة في التلفزيون".

وبالحميز لاحظ صحافي واج ان المفاوضات التجارية لاقتناء مدفئة كهربائية تشتغل بتسخين الزيت و بالغاز الطبيعي او بالبوتان تجري خاصة حول الاسعار و التخفيضات و لكن لا تهتم ابدا بأمن النماذج المعروضة للبيع.

وحتى بالنسبة للمدافئ الكهربائية التي تشتغل بتسخين الزيت فان هناك القليل من التجار و الزبائن الذين يعلمون بان البعض من هذه الاجهزة ممنوعة للاستيراد ويمنع دخولها الى السوق المحلية.

وفي سنة 1984  منع منشور وزاري مشترك (الداخلية و الصحة و البيئة و الري)بعد حادثي سطيف و قالمة و كذا الحوادث المنزلية و الصناعية التي سجلت بفرنسا و ايطاليا بسبب زيوت اسكرال  استيراد هذا النوع من الاجهزة.

وعوضت شركة سوناطراك بصفة تدريجية محولاتها المستعملة لزيت اسكرال التي تعد جد سامة و مسببة للسرطان و خطيرة و التي تقوم بتبريد جهاز مكثف الكهرباء.

وتم فيما بعد التخفيف في الاحكام المتضمنة في التنظيم الخاص باجهزة التدفئة.

واوضح مصدر بوزارة الصحة لواج يقول انه في الوقت الحاضر  فان "اجهزة التدفئة الكهربائية المستعملة لزيت اسكرال كمبرد وحدها الممنوعة للاستيراد".

وسجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر التي شرعت في منتصف شهر نوفمبر في حملة للوقاية و التحسيس بالاخطار المتعلقة باجهزة التدفئة المنزلية 50 حالة اختناق منها 33 حالة ناتجة عن استنشاق احادي اكسيد الكربون منذ بداية 2014 .

وتهدف هذه الحملات الى تحسيس المواطنين بخطورة اجهزة التدفئة و سخانات الماء المشكوك فيها و التي تدخل السوق الوطنية بشكل غير قانوني.

واكد نور الدين بوديسة المدير العام للهيئة الجزائرية للاعتماد ان مهمة مراقبة جودة و امن "هذا النوع من الاجهزة تعود الى المركز الوطني لمراقبة الجودة والرزم لقسنطينة فانه الوحيد المكلف بقبول او رفض دخول هذه الاجهزة الى التراب الوطني".

واشار مسؤول بمديرية التجارة لولاية الجزائر الى انه تم منع دخول كمية تقدر ب "420 طن من اجهزة التدفئة و كذا منع تسويقها محليا".

وفي سؤال حول عدد هذه الاجهزة و ان كانت مقلدة  اكتفى المسؤول بقول انها "غير مطابقة للمعايير المحددة".

ومع ذلك  تبقى المنتوجات الصينية تكتسح سوق الحميز.