باريس - أ ش أ
تستضيف العاصمة الفرنسية باريس، غدا الجمعة، مؤتمرا دوليا لدعم لبنان اقتصاديا وماليا بمشاركة 41 دولة بينها مصر وعشر منظمات دولية.
ويرأس وفد مصر في المؤتمر الذي يحمل اسم (باريس ٤) أو (سيدر)، و هو تعبير عن مؤتمر اقتصادي للتنمية عبر الإصلاحات مع الشركات، المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية.
ويفتتح المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان، ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بحضور وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير.
وسينضم الرئيس إيمانويل ماكرون للمؤتمر، في وقت لاحق، حيث سيعقد جلسة مباحثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري قبل أن يلقيا كلمتهما الختامية للمؤتمر.
وكشف مصدر بالرئاسة الفرنسية أن مؤتمر (سيدر) ليس مؤتمرا تقليديا للمانحين ويقوم على ثلاثة محاور، الأول الاتفاق على خطة استثمارية لا سيما لتطوير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المياه والطاقة والبنية التحتية والتعليم والتنمية المستدامة، بينما يركز المحور الثاني على الإصلاحات الهيكلية المطلوبة حتى تحقق الاستثمارات أهدافها المنشودة، وأخيرا يتمثل المحور الثالث في تعبئة الشركاء الدوليين والقطاع الخاص لأن خطة الاستثمار يجب أن تشرك التمويل العام و الخاص.
وأكد المصدر، أن المؤتمر سيشهد اعتماد ألية متابعة ليس فقط للتحقق من الالتزام بالتعهدات المقطوعة بعد الانتخابات المرتقبة في لبنان و لكن أيضا لمواكبة خطة الاستثمار، لافتا من ناحية أخرى إلى أن مؤتمر (سيدر) ليس امتدادا للمؤتمرات التي استضافتها باريس في الماضي و التي ركزت على إعادة إعمار لبنان.
ومن جانبها، تسعى الحكومة اللبنانية، بحسب مصادر مطلعة، لجمع قروض وهبات تترواح ما بين 6 و7 مليارات يورو لدعم خطة استثمارية تتضمن 250 مشروعا في قطاعات النقل و المياه و الكهرباء و البنية التحتية.
ومن أبرز المؤسسات المشاركة في المؤتمر ، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى شركات وممثلي القطاع الخاص.
ويأتي مؤتمر (سيدر) الذي يركز على دعم الاستثمار في لبنان، في إطار تعهدات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في سبتمبر الماضي لدعم لبنان حين استقبل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وهو ضمن مجموعة من المؤتمرات لدعم لبنان تم الإعداد لها مع المؤسسات الدولية وشركاء لبنان والحكومة اللبنانية.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن في 8 ديسمبر الماضي عن عقد ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان حين اجتمع بباريس مع المجموعة الدولية لدعم لبنان.
وعقد المؤتمر الأول لدعم لبنان في 15 فبراير الماضي بروما حول التعاون الدفاعي وتعزيز قدرات الجيش اللبناني بمشاركة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ووزير الخارجية جون ايف لودريان.
وبعد مؤتمر باريس في 6 أبريل الجاري هناك مؤتمر ثالث سيعقد في 25 أبريل الجاري ببروكسل لدعم جهود لبنان لاستقبال اللاجئين السوريين.
ويشار إلى أن الدين العام للبنان ارتفع مطلع العام إلى أكثر من 80 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 150 % من الناتج الإجمالي المحلي، وهو ثالث أعلى معدل في العالم بعد اليابان واليونان، وإذا استمرّ الارتفاع بهذه الوتيرة، قد تبلغ نسبة الدين 180 % خلال خمس سنوات، بحسب صندوق النقد الدولي الذي يطالب السلطلت اللبنانية بإجراء إصلاحات هيكلية.
كما سجلت موازنة الحكومة اللبنانية لعام 2018 عجزا يصل إلى 4.8 مليار دولار في مقابل 2.3 مليار في 2011 مع بداية الأزمة السورية التي أدت إلى نزوح أكثر من مليون لاجئ إلى لبنان.