الرياض – العرب اليوم
أبدت نحو 50 شركة سعودية محلية رغبتها في نقل كفالة 2500 عامل من الجنسية الهندية، يعملون لدى شركة "سعودي أوجيه"، وتضرروا من أزمة تأخر الرواتب.
ويقدر عدد العمالة الهندية المتضررة على مستوى المملكة، في شركات عدة بنحو 7700 عامل، وفقاً لما نقلته صحيفة "الاقتصادية" عن مصادر هندية مطلعة.
وأكد لـ "الاقتصادية" القنصل العام الهندي في جدة، محمد نور رحمان شيخ، أن مندوبي الـ 50 شركة يتفاوضون حاليا مع شركة "سعودي أوجيه" لنقل كفالات هؤلاء العمال الهنود، حيث اجتمعوا مع مسؤولي الشركة للوصول إلى صيغة توافقية لإنهاء نقل كفالاتهم، مبينا أن المندوبين بدأوا في إجراء مقابلات شخصية لاختيار العمالة التي يحتاجون إليها من ضمن العمالة الهندية المتبقية في السعودية، مبينا أنه لا يعرف عدد العمال الآخرين الذين يرغبون في نقل كفالاتهم وهم موجودون في الرياض حالياً.
وبيّن القنصل العام الهندي أن الدفعة الأولى من العمالة الهندية التي تأخر دفع رواتبها لمدة خمسة أشهر، عددهم 25 عاملاً، حيث تم ترتيب سفرهم عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة إلى العاصمة الهندية نيودلهي، بإشراف من القنصلية الهندية في جدة.
وأكد شيخ، أن الحكومة السعودية تكفلت بجميع نفقاتهم من تذاكر سفر وإجراءات أخرى، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا تاما بين القنصلية والمسؤولين في وزارة العمل لإكمال كل الإجراءات المطلوبة لمساعدة تلك العمالة، مثمنا في الوقت نفسه جهود الحكومة السعودية ووقوفها إلى جانب هؤلاء العمال في قضيتهم، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وحول ما إذا كانت هنالك دفعة ثانية ستغادر السعودية، أجاب أنه لم يتم حتى الآن حصر الراغبين في ذلك، وأنه ليس لديهم إحصائية دقيقة بعددهم، لكنه أوضح أن هناك فريق عمل في قنصلية الهند في جدة يتابع هذه القضية، ويحدد ويصنف العمالة التي ترغب في المغادرة، والآخرين الذين يتمسكون بالبقاء لإيجاد فرصة عمل أخرى في السعودية.
وعلمت "الاقتصادية" من مصادر مطلعة أن الـ 25 عاملا الذين غادروا أمس، والذين كانوا يقيمون في نحو 20 مخيماً، يعدون أول دفعة تغادر المملكة رسميا من بين نحو 7700 عامل بقوا متعطلين لعدم دفع رواتبهم ومستحقاتهم، فضلاً عن نقص في تقديم المواد الغذائية حيث تم تجهيز نحو 20 مخيماً جراء هذه المشكلة.
وأشارت المصادر إلى أن القنصلية الهندية في جدة ستقوم بمتابعة المطالبات المالية بالنيابة عنهم، موضحة أنه جار حاليا التنسيق من قبل الدبلوماسيين الهنود مع المسؤولين في وزارة العمل السعودية، لإعداد قوائم العمال الذين يتم ترحيلهم بناء على طلبهم، حيث أن كثيرا منهم يختارون العودة إلى ديارهم، إلا أن القوائم لم تكتمل بعد، على الرغم من أنه تم البدء فيها منذ الأسبوع الماضي، من خلال فريق عمل من القنصلية الهندية في جدة.
يذكر أن كيه سينغ وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند، زار السعودية الأسبوع الماضي، لبحث مشكلة هؤلاء العمال مع جهات الاختصاص في وزارة العمل. وكانت وزارة العمل السعودية قد أصدرت سلسلة من القرارات والتوجيهات لمعالجة مشكلاتهم،حيث ذكرت مصادر صحافية هندية أنه تم تخصيص 100 مليون ريال لمعالجة هموم العمال وإنهاء معاناتهم. ولم تشر هذه المصادر إلى الجهة التي أعلنت أو اعتمدت هذه المبالغ.
كما تم توجيه إدارة الجوازات السعودية لتسهيل منح تأشيرات الخروج للعمال الراغبين وغيرها من الإجراءات من تجديد إقاماتهم ونقل كفالاتهم إلى شركات أخرى. وأعلنت وزارة العمل السعودية المرور الحر لهؤلاء العمال الذين كانوا على استعداد للعودة إلى ديارهم.