شركة “نتفلكس

أظهرت نتائج شركة “نتفلكس” الأميركية، الرائدة في مجال الترفيه وخدمة بث الفيديو عبر الإنترنت، نموا كبيرا في عدد المشتركين في الربع الثاني من العام الحالي، وذلك بمعدل فاق توقعات المحللين في سوق الأسهم الأميركية، فقد أضافت “نتفلكس” 5.3 مليون مشترك خلال الربع الثاني فقط، محطمة توقعات محللي صحيفة “وول ستريت جورنال” بإضافة 3.5 مليون مشترك، ليصل بذلك عدد مشتركي خدمة “نتفلكس” عالميا إلى 105 ملايين مشترك. وبحسب التقرير الربعي، ارتفعت مداخيل “نتفلكس” بنسبة 32 في المائة، أو 2.76 مليار دولار، ولكن مع ذلك انخفض هامش الربح التشغيلي من 9.7 في المائة، إلى 4.6 في المائة فقط. وارتفعت أسهم “نتفلكس” مع افتتاح السوق أمس بنسبة 10 في المائة، حيث وصل سعر السهم إلى 177.07 دولار، وتظهر النتائج الأخيرة لـ”نتفلكس” مدى نجاح خطة الشركة في إنتاج الأفلام والمسلسلات وعرضها حصريا للمستخدمين في ظل وجود منافسين أقوياء. ويتساءل بعض المحللين عما إذا كان هذا النمو القوي في عدد المشتركين مؤقتا بسبب البدء في عرض أفلام ومسلسلات محددة، أو أنه يعكس بالفعل قوة الشركة على جذب المشتركين للمدى الطويل. وقال المدير التنفيذي في “نتفلكس”، ريد هاستنجز ، إنّه “حينما ننتج مسلسلات رائعة فإن هذا يتطلب استثمار رأس مال كبير، وهو ما سنجني ثماره على مدى سنوات طويلة... وحينما نرى العوائد الإيجابية لهذا الاستثمار على الشركة، فإن هذا الشيء يشجعنا للمزيد من الاستثمار في المجال نفسه”.

وترشحت “نتفلكس” إلى 91 جائزة “إيمي” لسنة 2017. وتعتبر جوائز “إيمي” أعلى الجوائز العالمية في مجال إنتاج المسلسلات والبرامج التلفزيونية. والجدير بالذكر أن أول مسلسل أنتجته “نتفلكس” بالكامل فاز بجائزة إيمي لأفضل مخرج عن مسلسل “هاوس أوف كاردز”، وكان هذا هو الفوز الأول من نوعه لمسلسل يعرض خارج نطاق البث التلفزيوني، وفي نظرة تفصيلية لنتائج الشركة في الربع الثاني، فقد أضافت الشركة 4.14 مليون مشترك دولي خلال هذا الربع، ما يفوق تحليلات المختصين المقدرة بنحو 2.6 مليون مشترك جديد. وتم إضافة 1.07 مليون مشترك من داخل الولايات المتحدة، مقارنة بـ600 ألف مشترك حسب توقعات المحللين.

وأفادت الشركة بأن الارتفاع القوي في عدد المشتركين أتى معاكسا للتوجهات الموسمية، وتتوقع الشركة أن تستمر في هذا الأداء القوي حتى الربع الثالث بتوقع إضافة 4.4 مليون مستخدم. وبالنسبة للمشتركين الدوليين خارج الحدود الأميركية، قالت الشركة إنهم يشكلون الآن أغلبية المشتركين في خدمة “نتفلكس”، وإنها تتطلع إلى تحقيق أرباح في عملياتها الدولية للمرة الأولى في تاريخها خلال هذه السنة. وتعد السوق الدولية مجال النمو القوي للشركة، حيث إن نموها في السوق الأميركية وصل إلى مرحلة النضج. ولا تزال السوق الصينية غير متاحة لـ”نتفلكس”، وصرحت الشركة بصعوبة اختراق السوق الصينية، ولكنها توصلت في شهر أبريل (نيسان) إلى اتفاق مع شركة “بايدو” الصينية لعرض الأفلام والمسلسلات التي أنتجتها “نتفلكس” بشكل غير مباشر عبر منصة “بايدو” في الصين. وتواجه “نتفلكس” منافسة شرسة من “أمازون” و”هولو” التي تملك أسهمها ثلاثا من أكبر شركات البث التلفزيوني الأميركية: “إن بي سي” و”فوكس” و”إيه بي سي”. وقد صرحت “نتفلكس” بأنها تنوي إعادة ابتكار سوق الأفلام كما فعلت في سوق المسلسلات التلفزيونية، وقالت في رسالة للمستثمرين: “أعدنا ابتكار سوق المسلسلات التلفزيونية بوضع اهتمامات العميل أولا وإتاحة خدماتنا للمشتركين بكل يسر وسهولة. وبإمكاننا عمل مثل هذا الشيء في سوق الأفلام السينمائية”.